تونس- فرح التومي
عاد شبح الإضطرابات والإحتجاجات ليخيم من جديد على مدينة سيدي بوزيد ( 500 كلم جنوب العاصمة تونس ) مهد الثورة ، بعد أعمال عنف وتخريب وقطع طرقات قام بها عمال الحضائر المتضررين من توقف أجورهم بالرغم من مواصلتهم العمل. ويذكر أن أعمال شغب كبيرة سجلت خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن مل عمال الحضائر من تأجل خلاصهم أسبوعا بعد أسبوع خاصة أمام تزايد نفقاتهم العائلية خلال شهر رمضان، فاقدموا على اقتحام مقرات الولاية وحزب النهضة بالجهة وإتلاف محتوياتهما بالكامل والدخول في مناوشات لفظية مع قوات الأمن التي اضطرت إلى تفريق المحتجين عبر رشهم بالغاز المسيل للدموع. ويذكر أن العدد الجملي لعمال الحضائر قد وصل إلى حدود 100 ألف عامل اليوم بعد أن كان في حدود 13 ألف عام 2010 إلا أن تحسين أجورهم وسعي الحكومة إلى ترسيمهم شجع الآلاف على الإلتحاق بصفوف عملة الحضائر مما فجر الوضع وجعل الهيكل المشرف غير قادر على خلاص مستحقاتهم. وقد طغت على منطقة الاحتجاجات والجهات المجاورة لها أجواء من التوتر الشديد قابلته الأطراف المسؤولة بالإعلان عن قرب صرف مستحقات عمال الحضائر. والحقيقة أن ملف عمال الحضائر ملف قديم جديد لم تجد له الحكومات المتعاقبة أي حل يرضيهم خاصة وأن أغلبهم يعولون عائلات وفيرة العدد. ولكن الثابت أنه على حكومة الترويكا الإسراع بوضع حلول عاجلة اليوم لهذه القنبلة الموقوتة التي تهدد بالإنفجار في كل لحظة، في انتظار فتح الملف بصفة جدية ودراسته بما يسمح بإيجاد حلول ناجعة لمشكلة قد تنتشر وتتوسع لتشمل مناطق أخرى بما ينبئ بثورة جديدة شعارها « أعطني أجري وأجرك على الله».