|
تقرير - خالد العيادة
يعاني سوق الشمال للخضار من الإهمال وسوء التنظيم وارتفاع الأسعار الذي بات أبرز علامات السوق، ورغم مبناه الحديث تجد مباسط الباعة مبعثرة، ونظافة السلع تقريبا شبه معدومة، وأطفال دون العاشرة يمتهنون التحميل والتنزيل، وغير التلوث البصري قد يصاب المشترون بأمراض نتيجة عدم النظافة.
دخل شهر رمضان وزادت الأسعار حوالي من 20إلى 25%، والتي كانت شبه مستقرة قبل حلول الشهر الكريم، فالفاصوليا والباميا والباذنجان والبطاطس وكذلك أسعار الطماطم التي قفز بنسبة30% حيث كان سعر الصندوق الصغير 15 ريالا والآن قفز إلى 35 ريالا.
بقول طبيب التغذية الطيب حسن الألمعي لـ»الجزيرة»: غير ارتفاعات الأسعار غير المنطقية فجميع بائعي الخضار ليس لديهم شهادات صحية، فالذي يبيع الورقيات يغسلها بيديه دون قفازات، وقد يكون مصاباً بأكزيما أو أمراض أخرى ينقلها إلى هذه الورقيات ومن ثم للمستهلك، فالواجب على البلدية ألا تسمح لأي بائع خضار أو فواكه بممارسة البيع إلا بعد حصوله على شهادات صحية وإخضاعه لفحص طبي يثبت سلامته وخلوه من الأمراض.
وحذّر الألمعي من أن الورقيات هي أسرع ناقل للأمراض مثل الخس والكراث والجرجير لأن الجراثيم تكون مخبأة بأطرافها إذا لم تنظف جيداً.
يقول المواطن علي الغدير: الأسعار مرتفعة مقارنة بالأسواق الكبيرة، وهي أيضا متفاوتة فتجد بعض بائعي الرطب يبيع الكرتون الصغير بـ20 ريالاً وبعد خطوات تجد سعره 40 ريالاً فليس هناك سعر موحّد، علماً بأن التوعية واحدة، وقال: نطالب أمانة مدينة الرياض بمتابعة هذا السوق الذي أصبح سوق الشريطية وليس يوم المزارع كما يقولون.
وتقول أم تركي: السوق ينقصه الكثير من الخدمات، فلا يوجد تكييف، والتسوّق به في منتهى الصعوبة لما نعانيه من شدة الحر والازدحام الشديد. وأضافت: لا يوجد به برادات مياه، فالتي تذهب للتسوق بأطفالها لا تجد ماءً بارداً يشرب منه الأطفال. والظاهرة الغريبة المنتشرة في السوق ورصدتها «الجزيرة» هو وجود أطفال لا يتجاوز بعضهم سن العاشرة يقومون بالتحميل بواسطة عربات صغيرة وملابسهم رثة ونظافتهم معدومة. وبسؤال المهندس ناصر البدر مسؤول البلدية الذي كان موجوداً في السوق عن وضع هؤلاء الأطفال قال: خاطبنا حقوق الإنسان والشرطة ثم حضرت الشرطة وانقطعوا فترة عن السوق ثم عادوا. وأضاف: إننا في أمانة مدينة الرياض ليست مسؤوليتنا منع الأطفال من العمل بالسوق، بل هناك جهات معنية بذلك. وعن عشوائية السوق وتنظيمه قال البدر إننا نبذل قصارى جهدنا في هذا الاتجاه، ولكن الباعة لا يلتزمون بالأماكن المخصصة لهم مما يسبب لنا إرباكاً في عملية التنظيم فنجد بعضهم يصر على أن يضع بضاعته بأول السوق ويترك المنطقة المحددة له مما يضطرنا إلى إرجاعه مرة أخرى، وهذه هي العقبة التي نواجهها في سوق الشمال للخضار ونتمنى أن تزول بمضاعفة الجهود التي ينتهجها مراقبو الأمانة.