ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Thursday 02/08/2012 Issue 14553 14553 الخميس 14 رمضان 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

مدارات شعبية

 

التوبة في ذاكرة الشعر الشعبي

 

 

 

 

 

 

 

 

رجوع

 

رؤية - إبراهيم الشتوي

مَن منا لم يخطئ، ومن منا لم تزل قدمه في وحل المعصية أو لسانه في براثن الظلم؟ كلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون، فالتوبة تمحو ما قبلها، والشعر الشعبي ما هو الا مرآة صادقة وأحاسيس ناطقة لما يلامس الذات الإنسانية من فرح وحزن من توبة ولوعة، ومن ندم ورجوع، وهناك العديد من النصوص الشعرية التي تتجلى بها التوبة النصوح ورائحة الندم لله - عز وجل - بنصوص تفوح مناجاة واستغفارا ورجوعا، مبللة بالدمع ومكتنزة بالخشوع.

يقول الشاعر الكبير محمد بن عبد الله القاضي - رحمه الله - من قصيدة طويلة كانت التوبة والندم أجنحة محلقة في فضائها:

يا إلهي خذ بيد قلبٍ سليم

عن عذابك يوم للخلق ازدحام

من بحر مجدك وجودك يا كريم

نفحة نَسعَد بها دوم الدوام

أنا دُست الخطايا من قَديم

طالبك صفحك وعفوك لي ختام

الهوى والنفس أغواها الرجيم

ونشر فضلك واسع ذا والسلام

فنجد في نص القاضي تلك « الأنا « المرتفعة المتضرعة « يا إلهي، أنا دُست، طالبك صفحك»

أما الشاعر محمد بن لعبون - رحمه الله - له نص طويل في طلب التوبة ومنها أختار لكم :

استغفر الله عن كثر الزلل

واستعين اعنايته في كل حال

توبة المغتر حاط به الاجل

بالعجل يا أيها الراجي مخال

بادره ما دام لك فها مهل

فالمنايا رايحات بك عجال

وللشاعر نايف صقر مع التوبة رؤية جميلة وفلسفة فنية رائعة، لذا نجد الأنا هي اللازمة التكرارية التي يتكئ عليها النص وإشارة إلى أن الذات هي منبع الخطيئة ويجب عليها الرجوع والابتعاد عن الملذات التي تنزلق بالنفس إلى المتاهات

:أنا ماني بلا مشرك ولا كافر ولا عربيد

أنا اللي لاعصا واخطا تجهم واقلقه ثوبه

وانا اللي يرتجف مثل ارتجاف الخايف الرعديد

إذا شاف القبور الضيقات وحس بذنوبه

أنا عبدك ولد عبدك وجداني هل التوحيد

خطاياي أخجلتني يا الله الغفران والتوبه

أنا الإنسان حمال النقايض والكمد والغيض

غريق الطين واللذات من راسه لعرقوبه

الشاعر إبراهيم السمحان وهذا النص الروحي، وتلك المناجاة الصادقة التي تتجلى بها التوبة بانكسار وإنابة النفس لخالقها في بوح شاعري شفيف :

يا ربي الليل وحشه والذنوب أوقفن

قدام عين المسافر مع دروب السنين

جلد الضمير اشتعل بي والجروح انزفن

نظرت خلفي وزاد الركض.. والركض وين

فرّيت لك منك وأيامي تلوح بكفن

الموت اشوفه يخاتلني شمال ويمين

جيت اعترف وانكسر.. جيت ارتمي واندفن

في رمل شاطيك.. جيت يشدني لك حنين

تعاظمت بي ذنوبي - هاجسي.. وعصفن

باللي بقى من ثباتي.. عونتك يا معين

إن سيطر الخوف فجبال الضلوع رجفن

وان لاح طيف الرجاوي: تونا ريّضين

وأخيرا الشاعر ساير الحبردي يوصي كل من يقرأ قصيدته بالاستعجال والتوبة وتطبيق أركان الإسلام قبل أن يأتي يوما لا تنفع به التوبة ولا الندم:

أذكر نهار يصير قبرك بيت من ضمن البيوت

وأهل القبور الله يعلم دوم وش يحصلها

ينزل عليك من السماء مرسول لا وصلك تموت

والروح من بين الضلوع الضيقات يتلها

mim-150@hotmail.com
 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة