هل أصبحت فئة المتقاعدين، من الفئات التي تجوز فيها الصدقة و الزكاة؟، و ذلك لأنّ نظام التقاعد اليوم، صار يحترف قتل الموظف الذي قتلته قبل ذلك خدمة الأربعين سنة، خلف قضبان الوظيفة، على أمل أن يجيء الوقت لكي يرتاح ما بقى من حياته. لكن ذلك لا يحصل، إلاّ مع أولئك الذين كانوا يعملون أعمالاً أخرى، و هم على رأس الخدمة، و هؤلاء قلّة. أما الغالبية العظمى، فكانوا، يبذلون أعمارهم لخدمة القطاعات التي يعملون بها، غير مدركين أنه سيأتي يوم، ويتحوّلون إلى أشباه متسوّلين.
أنظمة مصلحة معاشات التقاعد أو المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، لا تعبأ بالمتقاعد أو المتقاعدة، ولا تعبأ بالمعاناة التي يعانيانها، هي فقط تصرف المرتب، ثم تبدأ في متابعة من توظّف من الأولاد ومن تزوّج ومن مات، لكي تخصم وتخصم وتخصم، ثم لا يبقى إلاّ ريالات معدودة، لا تكفي لسداد فاتورة واحدة من فواتير البيت. وهكذا يحبو المتقاعد، وتحبو المتقاعدة، لطوابير المعدمين، الذين تجوز فيهم حسنات المحسنين !
ألأجل هذا وضعنا نظام التقاعد ونظام التأمينات الاجتماعية ؟! أو وضعناه لكي ننهي حياة المتقاعد، بهذا الشكل المثير للشفقة ؟! أين الأنظمة التي تدّعي بأنها تكفل للمواطن حياة كريمة ؟! أين الحياة الكريمة، في حالة المتقاعدين والمتقاعدات ؟!