أعتقد أنّ ما يخيفنا هو ما نجهله فقط, كمثل الذي يدخل في المكان المظلم فيبقى مرتاباً يملؤه الخوف من كل زواياه وأرجائه، ولكن بمجرّد ما يشعل الضوء ويرى كل الأشياء من حوله يتبدّد خوفه.
والكلمة المندسّة التي سنخرجها لنبدِّد خوفها هي «المستقبل» ..
الكثير منا لديه هاجس الحدث والعمر وهما اللذان ترتكز عليهما حياتنا، فيبقى الخوف بهذا الهاجس معكّراً لحياتنا يستهلك منها الكثير من حيث لا نشعر.. بل قد يصل بالبعض لإفساد سعادته في ساعة الصفاء والمرح..!
يقول أندريه مورو: ليس التقدم في العمر إلاّ عادة سيئة لا يملك المنشغلون وقتاً لاكتسابها.
وأضع بضاعتي مع بضاعة أندريه فقد صدق, فكل ما نكتسبه من عادة سلوكية أو حسّية مرضية، هي نتاج لتفكيرنا الخاطئ المتعثّر, أو المقلّد لما يسمعه ويراه.
وهنا تكمن الهوّة التي يتساقط بها الكثير, فليس المستقبل بيدنا, وإنما الساعة التي نعيشها الآن, فلا تندفع لشيء لا تملك التصرُّف به..
وليس مقدار العمر هو الذي يقدّر العطاء والإنجاز, فكم من صغير هرم ومرض بسقم تفكيره وضعفه, وكم من كبير بالسن ما تزال تستوهب من هذه الحياة حركتها وعطاءها وبهجتها.
في أمان الله..