|
الدكتورة أسماء بنت راشد الرويشد صدر لها عن دار الحضارة للنشر كتاب بعنوان: (هكذا عاشوا مع القرآن) وجاء في الكتاب:
يقول ابن القيم - رحمه الله -: إذا اردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه والق سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله.
قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}.
وذلك أن تمام التأثير لما كان موقوفاً على مؤثر مقتفى ومحل قابل وشرط لحصول الأثر وانتفاء المانع الذي يمنع منه تضمنت الآية بيان ذلك كله بأوجز لفظ وأبينه وأدله على المراد.. فقوله {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى} هو المؤثر.
وتحت عنوان (من هو صاحب القرآن) نقتطف من الكتاب هذه الكلمات التي تستحق التأمل والتوقف عندها طويلاً:
عند الإمام أحمد بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم يُقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها ولا يوصف القارئ بأنه صاحب للقرآن إلا إذا كان ملازماً له ملازمة الصاحب لصاحبه وكان على خلق هذا الصاحب وهو القرآن فالمرء على دين خليله فإذا كان ديدنه وخلقه القرآن فهو صاحب القرآن وإلا فليس بصاحبه ولولا ذلك لقال صلى الله عليه وسلم يقال لقارئ القرآن: اقرأ فتأمل!
يقول ابن القيم - رحمه الله -: صاحب القرآن هو العالم به، العامل بما فيه، وإن لم يحفظه عن ظهر قلب وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل به فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم.