|
الجزيرة – نواف المتعب:
دعا مختصون إلى تهيئة البنية التحتية لقطاع السياحة وتحفيز وتشجيع الاستثمارات بالعديد من مدن المملكة لتعزيز نجاح السياحة المحليّة خصوصًا بعد التوجه لفتح الباب أمام المعتمرين لزيارة المدن السياحية بالمملكة وغيرها من المناطق، مشددين على أن الوضع الحالي للكثير من مكونات المنظومة السياحية وعلى رأسها دور الإيواء والخدمات يعيق انطلاقة القطاع. مطالبين بضرورة الاستفادة من عشرات الملايين الذين يتوافدون على المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة وإطلاق كود البناء في المدن السياحية لمزيد من التنظيم والجذب السياحي.
ودعا الاقتصادي الدكتور سعيد المالكي إلى تهيئة البنية التحتية لقطاع السياحة المحلي بما يعزز من مكانته ويجعله أحد الروافد المهمة للاقتصاد الوطني وقال: المملكة لم تستغل حتَّى الآن وجود المدينتين المقدستين في جذب أكبر عدد من المعتمرين والزوار عبر برامج سياحية منظمة، مشيرًا إلى أن هذا المشروع الجديد سينعكس إيجابًا على القطاع ولكن يجب أن نهيئ بيئة السياحة الداخليَّة بالشكل الذي يعطي انطباعًا إيجابيًا عنها ويعزز الصورة الذهنية الإيجابية حولها ليقوم السياح أنفسهم بتسويقها وترويجها للآخرين من خلال انطباعاتهم.
وفيما يتعلّق بدور الإيواء قال المالكي: هناك بعض المدن السياحية مثل أبها والطائف وغيرهما تعانيان من قلة دور الإيواء خصوصًا الفنادق من فئة الخمسة نجوم فأبها مثلاً إحدى المدن التي يستهدفها سياح الداخل والخارج هل يُعقل أن يكون فيها فندق وحيد من فئة الخمسة نجوم؟ داعيًا إلى تجويد خدمات قطاع الإيواء وإتاحة الحجوزات والخدمات عبر الإنترنت، ففي دبي مثلاً نجد أكثر من 404 فندق تطرح خدماتها عبر الإنترنت مما يسهل كثيرًا على السياح الراغبين زيارتها.
ودعا المالكي إلى تحفيز وتشجيع الاستثمارات في قطاع السياحة بما يساعد على تهيئة البنية التحتية في تلك المدن، مشيرًا إلى أن مدينة جازان الاقتصادية ـ مثلاً ـ ستحدث حراكًا في قطاع السياحة بالمنطقة متمنيًّا أن تنطلق هذه المدينة بالشكل الذي يلبي طموحات المسئولين وأهل المنطقة.
ودعا المالكي إلى ضرورة التنسيق بين هيئة السياحة والخطوط السعوديَّة بخصوص الرحلات المتجهة إلى المناطق السياحية خلال مواسم الصيف والعطلات لتسهيل الحركة على السياح من وإلى تلك المناطق السياحية.
وشدد المالكي على ضرورة العمل على نظام كود البناء في المدن السياحية كونه سيعطي هذه المدن شكلاً نموذجيًا يعزز من قيمتها ومكانتها السياحية.
إلى ذلك قال رئيس اللجنة الوطنيَّة للسياحة فيصل المطلق: إن الهيئة ظلت حريصة على هذا المشروع منذ فترة من خلال مشروع «العمرة بلس» وهو توجه إيجابي لدعم مدخلات قطاع السياحة ومن ثمَّ تنويع وزيادة إيراداته بما يعزز مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي ولكن الأمر يتطلب التهيؤ بشكل أكبر لاستقبال المعتمرين السياح خصوصًا في ظلِّ تنامي أحجام المعتمرين سنويًّا.
وأضاف المطلق: هناك بعض مدن المملكة تحتاج إلى دعم بنيتها التحتية لقطاع السياحة وإطلاق العديد من المشروعات السياحية بما يجعل هذه المدن جاذبة للمعتمرين وغيرهم من السياح.
ودعا المطلق إلى تحفيز الاستثمارات السياحية خصوصًا في المناطق والمدن النائية الأمر الذي يخدم السياحة في تلك المدن من زاويتين الأولى تشجيع أهل المدينة أو المنطقة لقضاء عطلاتهم داخل تلك المدن والثانية جذب السياح المعتمرين وغيرهم.
يُذكر أن ورشة استضافتها غرفة مكة الأسبوع الماضي أكّدت أن مشروع «السياحة ما بعد العمرة» أقرته هيئة السياحة والآثار بعد أن حصلت على موافقة الجهات المختصة كوزارة الداخليَّة ووزارة الحج والجوازات وغيرها من الجهات المعنية الأخرى.
وسيكون أول المستفيدين من المشروع وفقًا لما أعلن خلال الورشة المعتمرين القادمين من أمريكا وأروبا وسنغافورة وماليزيا وسيكون هناك توسع في البرنامج خلال الفترة المقبلة.