فاصلة:
((ليس ثمة شجرة لم تهزّها الريح))
- حكمة هندية -
في رمضان تتنافس الفضائيات في عرض البرامج المتنوعة والمسلسلات الدرامية.
وسط هذا الكمّ من المسلسلات وجدتُ أنّ مسلسل «ساهر الليل» في جزئه الحالي لم يكن مجرد مسلسل يسرد وقائع وأحداث متسلسلة إنما حمل الكثير من القيم والمثل التي من المهم أن يتأثر بها الشباب لأنها قيم سامية.
لطالما اعتدنا على مسلسلات تعرض تاريخ بلدان المنطقة العربية فجاء «ساهر الليل» ليحكي حدثاً مختلفاً شهده الخليج كأول أزمة سياسية، اقتصادية واجتماعية.
هذا المسلسل قدّم لأبنائنا سرداً واقعياً عن أزمة الخليج والحرب التي شهدتها الكويت ووجود الأمريكان في منطقة الخليج وصورة أمريكا البارزة في ذلك الوقت قبل نصف قرن من الزمان.
ربما لن يستطيع المسلسل أن يقدم تحليلاً عميقاً لأزمة الخليج وليس هذا بالطبع هو دور الدراما إنما قد حقق المسلسل في رأيي نجاحاً لافتاً عبر تجسيده لمعاناة الشعب الكويتي ودور المملكة السعودية الإيجابي في هذه الأزمة وتفاعل الشعبين لاحتواء آثار الأزمة.
المسلسل منح جيلنا الذي عاش تلك الفترة مجالاً للإجابة على أسئلة واستفسارات الأبناء عن التاريخ وربما كانت هي الفرصة الأولى لجيلنا في الحديث عما عاشه وليس ما قرأه أو سمعه.
والمسلسل قدم في صور درامية عن تعاطي الإنسان لحب الوطن بشكل أكبر من ترديد النشيد الوطني، وقدم لنا الكثير من معاناة الشعب الكويتي الذي ربما لم يعرف الجميع بها.
بالنسبة لي أعادني المسلسل إلى أول مرة أستمع فيها إلى صفارة إنذار حقيقية في السعودية وتجمّع الأسر في مكان واحد وخوفنا وسفر كثير من الأسر إلى مدينة جدة ولذلك كان لزاماً أن أتابعه لأتعرف إلى أبعد من المعاناة التي عشناها كجيران للكويت فهناك أعمق من شهور قلق عشناها كأفراد في بعض مدن السعودية هناك البعد السياسي الذي لم يقدمه المسلسل وهناك البعد الإنساني الذي نجح المسلسل كثيراً في تجسيده للمشاهدين من معاناة الفرد الكويتي وتفاصيل ألم الأسرى والقلوب التي انفطرت حينما تحول بلد هادئ مسالم إلى قطعة أرض محتلة وكيف حينها أصبح كل فرد كويتي بطلاً مقاوماً للاحتلال، وكيف تغير الأزمات من حياة وسلوك الأفراد.
nahedsb@hotmail.com