كتب - عبد المحسن المطيري:

على الرغم من تواضع الكثير من المسلسلات المصرية هذا الموسم إلا أن مسلسل باب الخلق كان هو المنقذ، ليعوض الجمهور العربي عن هفوات الإنتاج المصري المتلاحقة لهذا العام خصوصا من نجوم كبار كعادل إمام وغادة عبد الرازق وغيرهم من فلول السينما المتهالكة في مصر.

يدخل مسلسل باب الخلق حلقاته الأخيرة وسط أفضلية فنية أستطيع أن أقارنها بسهولة بالأعمال العالمية، فهناك تماسك في الأداء الفني من طاقم المسلسل التقني بدأ من المونتاج السلس الذي لا يسمح بلقطة طويلة تدخل الملل في المُشاهد كما تفعل المسلسلات الخليجية، في باب الخلق نجد أن التصوير بإيقاع وأسلوب سينمائي كما تم الاستعانة بأحد الخبراء الفرنسيين بتلوين الحلقات بتقنية «دى اى» .

الإنتاج الرفيع في الديكور والأزياء يبرز بشكل واضع على الرغم من بعض المشكلات الفنية البسيطة مثل عدم إتقان اللحى خصوصا تلك التي كانت على الممثل محمود وغيرها من المشكلات الفنية البسيطة، لمن لم يجد الوقت لمتابعة المسلسل تدور أحداث السيناريو حول قصة رجل يسافر خارج مصر ويعود ليفاجأ بأن هناك أحداث جذرية حدثت فيضطر الى أن يتعايش معها ويبذل الكثير لإصلاح ما أفسده البعض.

تقع شخصيات المسلسل في الفترة بين عام 1985 إلى العام 2010 يقدم خلالها المسلسل العديد من الموضوعات الحساسة والمثيرة للجدل مثل الاختلاف العقائدي أو الديني بين المواطنين المصريين، أو التشدد في الدين لدى البعض.

وعمد المنتجون في هذا العمل والنجم محمود عبد العزيز على تقديم كوكبة من النجوم الشباب ليظهروا على الشاشة لأول مرة في عمل ضخم، وهناك عدد من الاداءات التمثيلية التي تستحق الإشادة، وهنا نشير إلى عودة متميزة لمحمود عبد العزيز للأداء الرفيع بعد تواضع تمثيلي قدمه في السنوات الأخيرة.

يبقى أن نشير إلى أن المسلسل كان سيصبح أكثر تماسكاً لو حرص الكاتب على تفادي المباشرة الوعظ في الكثير من المواقف بسيناريو المسلسل مثل عندما ينكر محمود عبد العزيز «شخصية المسلسل الرئيسية» على تعصب البعض في مذاهبهم وعقائدهم ، كذلك عندما يطلب منه بعض المتشددين أن يدعم أيدلوجيات جهادية وهكذا، لكن بشكل عام يبقى المسلسل رائعا ويستحق المشاهدة خصوصا مع الإنتاج المتواضع لهذا العام من حبايبنا في الخليج، والشام ما عنهم ببعيد ، وكل تميز عربي فني وانتم مستمتعون.