رمضان أهلاً في رحاب المؤمنين
القائمين الراكعين الساجدين
يا أيها الشهر المفضل والكريم
يا موئلاً لسراة ركب التائبين
لك في الفؤاد مكانة مرموقة
ولك التحية من قلوب المؤمنين
قد بدَّدت أنوارك الظلم التي
رانت على قلب كَنود لا يُبين
يَعْلو سحابك ثم يمطر صيّباً
يروي قلوب الظامئين إلى اليقين
رمضان توصد فيك أبواب الجحيم
ولَكَم يُصفد كل شيطان مهين
ولكم تُشرَّع فيك أبواب الجنان
لقدوم وَفْد الطائعين الصادقين
والفرحة الأولى لنا عند الفطور
وكذاك عند لقاء رب العالمين
وتزف بُشرى العفو يَتْلو رحمة
وتزف أخرى للهداة المعتقين
رمضان ليتك دائم فينا مُقيم
حتى يضاعف أجرنا مر السنين
وتضاعف الحسنات فيك فَنَستزيد
كَسَنابل الحقل المضاعف بالمئين
مالي أراك تَحثُّ عِيْسك للرحيل
أنخ المطايا في رحاب الصائمين
يا ضيف ألْق عصا رحيلك في الحياة
مهلاً فإنك ضيف كل المسلمين
وامنن علينا بالتي خير لنا
من ألف شهر أجرها للقائمين
وبإذن مُسْديها لنا قد أنزلت
فيها ملائكة مع الروح الأمين
يا صاحبي إن البقاء لمستحيل
فأنا وأنت إلى سجلّ الراحلين
وكذا فأيام العطاء تَصَرَّمت
بين انتباه وطرف عين الغافلين
والشمس تشرق ثم تجري للمغيب
والكون بين الليل والصبح المُبين
فاغنم حياتك واستقم قبل الرحيل
متزوداً فيه بزاد المتقين
فلسوف تجني ما غرست مبكراً
من جنة فيحا تسر الناظرين
ولسوف تعلم ما مصيرك بَعْدما
تُؤتى كتابك بالشمال أو اليمين
فاطلب من الرحمن مغفرة ولا
تَثْني العزيمة عن ركاب العاملين
فالله يأمر بالدعاء ويستجيب
والله يُجزل في ثواب المحسنين