إن كثيراً من شبابنا الذين يتلقون علومهم في الخارج عاشوا التجربة والمعاناة العلمية حتى ظفروا بالنجاح وأصبح الكثير منهم من رجال العلم والمعرفة والثقافة وأثروا حياتنا العلمية والفكرية بعطائهم وبحوثهم ورسائلهم العلمية التي نالوا بها النجاح وكم نتمنى أن يتاح لها النشر.

وكذلك تحفل جامعات المملكة ومراكز البحث والمعلومات في بلادنا ببحوث علمية وأدبية ودراسات قيمة وجيدة أعدها مجموعة من الإخوة الحاصلين على المؤهلات العليا مثل رسائل الماجستير والدكتوراه إلى جانب بحوث الطلاب في السنوات النهائية من دراستهم الجامعية ولقد واجه أصحاب هذه البحوث الكثير من العناء والجهد والتعب والجمع والترتيب والتنسيق والرجوع للمصادر والموسوعات والقواميس سواء من طلاب الدراسات العليا أو الجامعية.. وهذه البحوث ولاشك تحمل بين طياتها ثمرات شتى من ألوان المعارف والعلوم والآداب والحضارة الإسلامية.

ولذا فأني آمل من الجامعات ودور النشر في بلادنا بوضع دليل لها ولا تهمل تلك البحوث بل يجب الحفاظ عليها وطباعتها ووضعها في المكتبات للاستفادة منها وأن تكون في متناول القراء والباحثين كما يجب ترجمة تلك البحوث التي كتبت باللغة الإنجليزية والتي تزخر بها مكتبات الجامعة والتي لم يتح لأغلبها أن تترجم وتنشر باللغة العربية.. فهناك بحوث ودراسات ممتازة في التربية والتعليم وعلم الاجتماع والتاريخ والإدارة والاقتصاد والنقد فيجب ألا نقلل من أهمية تلك الرسائل فيكون نصيبها الإهمال بعد أن واجه أصحابها صنوفاً من المتاعب والعناء. وعالجوا موضوعات حيوية معينة.. ومهما قيل عن مستوى هذه البحوث أو عدم اتسامها بالتكامل إلا أنها سوف تسهم إلى حد بعيد في توفير المعلومات لطالبي المعرفة والمهتمين بالبحوث والدراسات وفي طباعة تلك الرسائل تشجيع لمواهب أصحابها والأخذ بيدهم إلى الأمام وبناء قاعدة عريضة تحمل بين طياتها مجموعة من المعارف والمهارات تكون أداة للبناء والمعرفة والأمل كبير في تجميع تلك الدراسات والبحوث المتوزعة في المكتبات ومراكز المعلومات إلى جانب وضع تلك الرسائل أمام الأضواء والنقد لتقويمها تقويماً هادفاً بناء يضمن لها التكامل على النحو الذي يجعلها ذات فائدة.

وما من شك في أن الرسائل العلمية الجامعية التي يعدها الباحثون لنيل الماجستير والدكتوراه تعد من أهم قنوات البحث العلمي كما أنها تحظى بطباعة الباحثين فهناك رسائل علمية في جامعاتنا والجامعات العربية لم يطبع منها إلا قليل أما جلها فما زال قابعاً في أرفف مكتبات الجامعات ولم يتم طباعتها وإخراجها.