تستحق أمانة مدينة الرياض الشكر والتقدير على ما تقوم به من نشاطات ترفيهية خلال مواسم الإجازات والأعياد. ويلفت الانتباه، بشكل خاص، نشاطها المسرحي في بلدٍ لازال المسرح يناضل من أجل الوقوف على قدميه. وبهذا، فإن أمانة مدينة الرياض لا تسهم فقط في تقديم نشاط ترويحي لسكانها في هذه المناسبات السعيدة، ولكنها أيضا تدعم جهود الحركة المسرحية في بلادنا بما يتجاوز الاختصاص التقليدي للبلديات أو الأمانات التي رسخ في الذهن أن اهتماماتها تنحصر في تقديم الخدمات البلدية المعتادة.

وقد قرأت أن أمانة مدينة الرياض سوف تقدم ثلاث مسرحيات، بالتعاون مع جمعية الصم، ضمن الفعاليات التي سوف تُقام خلال احتفالات عيد الفطر المبارك في الأيام القليلة القادمة.

هذه المبادرة هي استمرار لجهود الأمانة، لكن الجميل أيضا هو أنَّ مَنْ سوف يؤدي الأدوار في هذه المسرحيات الثلاث هم أعضاء جمعية الصم. ويُفهم مما نشر حول هذا النشاط المسرحي الخاص أن هناك فرقة مسرحية مكونة من أعضاءٍ في جمعية الصم باسم «فرقة أمل الصم المسرحية»، مما يعني أن عرض هذه المسرحيات ضمن الأنشطة الترفيهية لأمانة مدينة الرياض سيكون بمثابة فرصة طيبة لهذه الفرقة للمشاركة والاندماج في المجتمع، خصوصاً أن موضوعات المسرحيات الثلاث تناقش بعض قضايا وهموم الصم في تعاملاتهم اليومية داخل نطاق المجتمع مما سيوصل رسالة مهمة إلى بقية أفراد المجتمع عما تشعر به هذه الفئة من مجتمعنا وما تعانيه.

إن اهتمام اي مجتمع بأفراده من ذوي الاحتياجات الخاصة هو دلالة وعي وتحضر؛ فالمجتمعات المتقدمة التي قطعت اشواطاً بعيدة في مسيرتها الحضارية هي التي أصبحت تضع ضمن أولوياتها تقديم خدمات متكاملة لأفرادها من ذوي الاحتياجات الخاصة.

ومن المعروف أن الاهتمام بهذه الفئة من المجتمع لا يأتي فقط انطلاقاً من اعتبارات إنسانية ودينية وأخلاقية وإنما أيضاً لأن ذوي الاحتياجات الخاصة يستطيعون الإسهام في تقدم مجتمعاتهم، وذلك من خلال ما يملكونه من مواهب وقدرات يحتاجها المجتمع، وبالتالي، فإن الاهتمام بهم هو استثمار في رأس المال الإنساني وهو البشر.

وبغض النظر عن أي مستوى فني مأمول أو متوقع لما ستكون عليه هذه المسرحيات الثلاث فإن مجرد المشاركة من هذه الفرقة المكونة من أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة هو نجاح لأمانة مدينة الرياض ولكل المشاركين، وفي مقدمتهم جمعية الصم وفرقة أمل الصم المسرحية؛ فلهم جميعاً الشكر.