تسألني المحـــررة الجميلة
عن سيرتي الذاتية
فقلت اكتبي...
يا (بعد حيّي)
و(يا بعد من ليّه)
يا عين حرّ من جبل حوران
يا لفتة الشيهانة البحرية
يا شفّة معقودة من توت،
على حبٍّ من الرمان
ينسل منها الصوت
هامساً كـ (ونّه الكمان)
ويا بهاء الوجنة الجورّيه
والموت كل الموت
في الإبتسامه الأخاذة السحرية
أقول: هيا.. أولاً فلتكتبي شهادة الوفاة لي
بالضبط.. منذ شاهدتك
لأنك بداية البداية، بل
نهاية النهاية
لسيرتي الذاتية
فما يهمك أنني ولدت في الصحراء
أو عشت في البريه
أو أنني رعيت الضأن،
في الحمار
أو أنني رعيت الإبل في الدهناء
والنفود والصمان
أو أنني قد عشت
(متصعلكاً) شريد - وحدي أجوب البيد
أو
بحثاً عن العمل الشريف
في سائر البلدان
وما يهمك ان كنت
أنقل الأسمنت
في خيطان
أو أنني دخلت الجيش في جيوان
أو أنني يا بنت
قضيت جل العمر في الجنديه
عملت من خلالها في شعبة للنشر والتوجيه
وبعدها مراسلاً حربياً
إبان الحرب في الجبهة المصرية
* * *
ماذا يهمك إن كتبت في الكويت
في الصحف اليومية
وفي المجلات الشهيرة في الخليج
أو في العالم العربي في الصحف الدورية
* * *
ماذا بقى أقول لك
أيتها الحوريه؟!
أهل يهمكِ
أنني
أصدرت ستة أعمال شعرية
وترجمت أغلبها إلى الإنجليزية، الفرنسية الروسية- (الصربوكرواتية)
* * *
أما.. أنا فإنه يهمني بأنك لا تعرفي بأنني
على مشارف الستين (بالروزنامة الهجرية)
(لون قلبي أخضر)
والروح مزهرية
ولم أزل
مدافعاً
عن الجمال ضد القبح
الخير ضد الشر
الحق ضد الظلم
وداعياً - للعدل والسلام - والحرية..