قبل أيام قرأت تحقيقاً صحفياً يتضمن مقارنة بين وسائل الإعلان التقليدية كالصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون وبين الوسائل الإلكترونية الحديثة، تناول التحقيق في مقارنته تلك أبرز الجوانب من حيث الانتشار وقوة التأثير وغيرها، والذي أذهلني ما تم استخلاصه من خلال الاستفتاء إلى أن الإعلان التقليدي لا يزال متقدماً على نظيره الحديث، وذلك يعود إلى قوة مصداقيته، حيث إنه يمر عبر قنوات رسمية يتم فيها الإعلان عن اسم الشركة بدقة وفي كثيرٍ من الأحيان يلزم له ترخيص لنشره أو بثه، بخلاف الإعلان الإلكتروني الذي يتأثر كثيراً بوجود معلنين مغررين يجيدون العزف على أوتار المرض مثلاً لتسويق العلاج ودعم تزكية المنتج بمعرفات وهمية عبر المنتديات، فيصبح الإعلان هنا لعبة خطرة قد يدفع ثمن تصديقها الكثير بأرواحهم أو أرواح أحبتهم بحسن الظن، ولكن مع مرور الأيام أصبح هناك وعي بين الناس بكذب وخداع الكثيرين عبر الإنترنت، حقيقة تكلفة الإعلان التقليدي أكثر بكثير لذا يحرص أصحاب الإعلان على تنقيح فكرته وتنفيذها بأكبر قدرٍ من الاحترافية مع دراسة لنفسية المستهلك وفئته العمرية، لذلك لاعجب إن سمعنا عن ارتفاع أجور فناني الإعلان من رسامين ومصممي شعارات أو حتى من يقوم بتقديم دراسة علمية عن الفكرة وقوتها تجارياً، ويحرصون أكثر على التنفيذ وفق المعايير الفنية العلمية؛ فتصميم الإعلان مهنة جديرة بالاحترام وإن كان يؤسفني كثيراً ندرة الأسماء السعودية في هذا المجال وبروز الكثير من الأسماء من غيرهم هنا في السوق المحلية، وأعتقد أنه لو تم افتتاح أقسام خاصة بهذا المجال لتخريج الشباب فسوف يبدعون أكثر نظراً لما يحتاج إليه المجال من خبرة في الطبيعة النفسية والاجتماعية والاقتصادية للمستهلك والتي يلم بها الفنان السعودي وينطلق من خلالها بتصاميم أكثر تأثيراً.
hanan.hazza@yahoo.com