بحيوية المشاعر المتجددة والتفاعل مع اللحظة الآنية في الشعر أطلق الشعراء والشاعرات بوح قرائحهم للتغريد مع طلة فجر يوم العيد؛ حيث قال الشاعر -أبو سلمان- عبدالعزيز الفراج:
العيد عيدٍ لذاته بس برماح
دارٍ لنا ساقي ثراها دمانا
بها تقر العين والبال يرتاح
وأنسى الهموم اللي عليّه تدانا
في مجلس الوالد مسولف ومزّاح
وهذا يوادعنا وهذاك جانا
وحيلٍ تقلّط بأشعل السمن طفّاح
لو كان ما قدامنا ولا ورانا
والعود الأزرق للرياجيل فوّاح
لاعثور بشمّه بعيد قصرانا
هذي الحياة اللي بها عز الأرواح
ودنياك مادامت قبل لأنبيانا
أما الشاعر صنيتان المطيري فقد امتزجت فرحته بالعيد بآهة شجن لم يكشف عن «تفاصيلها»:
العيد نفسه ما تغيّر ولا شيء
ما من جديدٍ فيه نفسه هو العيد
ياما قلوبٍ مرّها ما أشعل الضيء
ماهو وفي لو هو وفاء بالمواعيد
حاولت مثل العام واخفيت مافي
واقول يمكن هالسنه فيه تجديد
وضحك علي اللي بقى داخلي حي
والذكريات اللي مضت والتناهيد
ولملمت حزني ما تغير ولا شي
ضحكة فرح لكنها جابت العيد
من جهة أخرى، كان للمشاعر الكبيرة تجاه -الأم- بصمة وفاء في الشعر في مناسبة العيد في قصائد الشعراء والشاعرات. يقول الشاعر طلال بن صالح العتيبي:
ما يزين العيد إلاّ بشوفة إمِّي
يوم كبّر رأسها وأبوس يدها
كنّي أعطيها العمر لاقلت سمِّى
وأخذ الأمجاد لاقالوا ولدها
وفي نفس المعنى المشار إليه تقول الشاعرة «قناديل نجدية» مخاطبة والدتها في معايدتها لها:
ست الحبايب يا عسى عيدك سعيد
يا دنيتي يا أجمل معاني صورها
كل عام وإنتي بخير يا فرحة العيد
الله لا يحرمني عيوني ونظرها
ومن عيديه - أخرى- لها تقول:
عيديتك يا صاحبي ما وصلتني
ترى المسج ما يكفي معايد أحباب
لا تقول بكره ليه ما عايدتني
مقامي ما يقبل مراسيل وعتاب
أما الشاعرة -بنت أبوها- فتجسّد معنى العيد في حلم خاص جداً:
أبي لي قلب أعيّد به أنا مابي ثياب جداد
ما أبي قلبٍ يلم جروح كل الخلق في جيبه
أبي لي قلب طفل أيام عمره كلها أعياد
ما مر الحزن في دربه ولا حس بطعم خيبه
محمد الطريف - الرياض