منذ حوالي سنة ونصف السنة والشعب السوري يزداد في ثورته على الظلم والفقر والإقصاء يوماً بعد يوم.

لقد قدم الشعب السوري شبابه وأطفاله وحرائره وشيوخه في سبيل نجاح هذه الثورة ومن ثم التخلص من العبودية وكتم الأنفاس والحكم الطائفي.

لقد قدم الشعب السوري حوالي عشرين ألف شهيد بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء ويتعرض حوالي ألف وستمائة من حرائر سورية المسلمات السنيات للاغتصاب من قبل مجرمي هذا النظام وشبيحته.

كما قدم الشعب السوري حوالي أربعمائة ألف معتقل معظمهم من الشباب وهؤلاء لا يعلم مصيرهم إلا الله - عز وجل - ونرجو من المولى أن يفك أسرهم من أيدي هؤلاء الظلمة.

ومع هذه التضحيات التي قدمها الشعب السوري وغالبيته من إخواننا أهل السنة بنسبة تصل إلى (85%) من الشعب السوري لا يزال النظام الظالم يطلق على هذه الثورة المباركة (الأزمة) ويصف الثوار الأمجاد بالعصابات المسلحة والإرهابيين، أما أركان النظام والمتلبسين بالجريمة من طائفته فهم المتحضرون والسلميون والممانعون.

مع أن النظام الحاكم بالحديد والنار يعرف الحقيقة كاملة لكنه يحاول القفز عليها من أجل تحقيق مآربه في الإقصاء و الاستمرار في الحكم واستعباد الناس ونهب الثروات.

فالنظام السوري ينكر هذه الحقيقة كما هو أسلوبه في كثير من الوقائع، فقد أنكر مجزرة حلب سنة 1982م ونسبها إلى ما سماه عصابة الإخوان المسلمين ، كما أنكر مجزرة سجن تدمر قرب دمشق وأخيراً إنكاره المجازر التي تمت مؤخراً خلال الثورة السورية الحالية ومن أهمها مجزرة الحوله ونسبها للعصابات الإرهابية.

وبسبب مواقف بعض الدول العربية الإقليمية المشرفة من ثورة الشعب السوري كالمملكة وليبيا والكويت وقطر والأردن والمغرب وتركيا فقد كان للنظام السوري من هذه الدول موقف مبني على الكذب والخداع ونكران الحقائق فهو مثلاً يتهم بلادنا بأنها راعية للإرهاب ويتهم حكام ليبيا بأنهم وصلوا للحكم عن طريق النيتو ناسياً بأن المملكة من الدول التي عانت من الإرهاب وبذلت جهوداً كبيرة في محاربته داخلياً ودولياً ومن ذلك إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب بالرياض.

وبالنسبة لليبيا فقد تناسى النظام السوري التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب الليبي في سبيل نيل الحرية والتخلص من حكم الطاغية القذافي، فقد قدم الشعب الليبي نحو 50 ألف شهيد، وتدخل النيتو جاء بعد عزم القذافي إبادة الشعب الليبي بالطائرات كما يفعل النظام السوري اليوم مع الشعب السوري، حيث كان يجدر بالمجتمع الدولي نجدة الشعب السوري كما حصل بالنسبة للشعب الليبي وهو التدخل لإنقاذ الشعب السوري من القتل والمجازر واغتصاب النساء والقصف بالطائرات والدبابات وغيرها من الأسلحة الثقيلة.

وأما بالنسبة لتركيا فإن النظام السوري يحاول إثارة الفتنة في تركيا إما بتسهيل قيام حزب العمال الكردستاني بعمليات مسلحة داخل تركيا أو بالإيحاء بأن الحكومة التركية الحالية لا تمثل الشعب التركي عندما تطلق وسائل إعلامه اسم حكومة أردوغان أو حكومة حزب الحرية والعدالة بدلاً من اسم الحكومة التركية متجاهلاً هذا النظام أن هذه الحكومة جاءت بأغلبية الشعب التركي عن طريق صناديق الاقتراع ولمرتين متواليتين، كما تناسى هذا النظام الفضائل التي قدمتها حكومة أردوغان (كما يسميها) له عندما أنعشت اقتصاده المنهار وأخرجته من العزلة الدولية قبل قيام الشعب السوري بثورته الحالية المجيدة.