من أغرب ما ورد من تعليقات بعد دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز لتأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية في الرياض.
ما قاله رئيس جماعة علماء العراق “الشيخ” خالد الملا، إن دعوة ملك السعودية لتشكيل مركز حوار المذاهب خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي في مكة المكرمة رغم أنها إيجابية من حيث المبدأ لكنها تهدف إلى إيصال رسالة بان الرياض هي التي تقود العالم الإسلامي ويجب أن تبقى في الصدارة”.
طبعا، هذه حقيقة يشهدها العالمان العربي والإسلامي، بما فيها الإخوة من المذاهب المختلفة صوفية وشيعية وغيرها من حدود اندونيسيا شرقا إلى المغرب غربا.
والحقيقة أن خادم الحرمين ومنذ عشر سنوات وهو يدعو إلى الحوار داخل الوطن أولا، أو بين الأديان المختلفة عالميا، واليوم بين المذاهب المختلفة إسلامياً وعربياً كاستجابة لأهل الاعتدال والحوار والتقارب بين المسلمين، كما وتقريب المسافات من خلال إعادة اكتشاف مساحات الاتفاق وتحرير وتحديد مساحات الاختلاف وضبطها، وفك الاختناقات واستغلالها.
وبعد أن شكك “الشيخ” بإمكانية نجاح السعودية في مسعى تخفيف الاحتقان وريادة العالم الإسلامي هكذا- وصل إلى ما يريد قوله:
(عندما تتحدث الجمهورية الإسلامية في إيران عن الوحدة الإسلامية فهي لديها حيثيات ونراها كيف تدعم حركة حماس السنية مثلا فهي لا تفرق بين شيعي أو سني، بصدد الدفاع عن إيران لكنني أقول الحقيقة إن إيران وجهت عشرات الآلاف من الدعوات لعلماء المسلمين ليزوروا طهران ويحضروا مؤتمرات الصحوة..)!
ونسى أن دعم إيران لحماس جاء على حساب القضية الفلسطينية، وزيادة الفرقة، والاستمرار في دعم هذه الفرقة وضمان بقائها!
هذا شيخ يكشف عن مذهبية بغيضة متطرفة، حتى في محاربته للطائفية، إلا أنه يبقى تصريحا خارجا عن السياق في ظل ردود الأفعال الكبيرة والمتنوعة الإيجابية والمشجعة بحرارة لدعوة الحوار المذهبي بين المسلمين.
حوار سيكون من أبرز نتائجه بقاء المتنطعين والمتطرفين في عزلة، وتحصين العامة من الانخداع بطرحهم، فالتطرف له نفس الهوى ويؤدي لذات النتائج..
حيث الأصل في البشرية تراحم وحوار ضمن أطر أخلاقية وقانونية، ويوجد في المحيط العربي دول تعيش فيها الأديان بحرية وتسامح كما في بعض دول المغرب العربي والشرق الأقصى، ودول أخرى في المحيط الخليجي تعيش فيه المذاهب الإسلامية المختلفة بوئام وود، وستجد كنيسة بجانب المسجد، ومسجد إلى جوار حسينية، دون أن يعتدي أحد على الآخر، أو أن يقلل من قيمته ومعتقداته.
وتلك الفطرة الإنسانية السليمة التي تتجاوز حالة عدوانية ومرضية نفسية اسمها الطائفية، لذا فإن مثل هذه المبادرات الحوارية الإنسانية الراقية، يشكر تنوعها، والأهم التنبه من تأثير المتطرفين عليها، ومحاولة تخريبها.
ويبقى موضوع أو مشروع تجريم الطائفية، مفتاحا مستقبليا، يضاف إليه مفتاح التعليم ليرسخ دعوات التعايش والحياة الكريمة المشتركة..