في الأعوام الأخيرة زادت ظاهرة الإسراف والتبذير فأصبحنا نرى أكواماً من الأرز واللحم تُرمى في الحاويات وفي البر وفي أماكن متعددة.. والسبب تقديم هذه الكميات المبالغ فيها للضيوف بدعوى الكرم.. وقد نهى الإسلام عن الإسراف والتبذير ويخشى على من يقومون بذلك من العقوبة العاجلة.
يقول د. زيد بن محمد الرماني في «معالجة ظاهرة الإسراف والتبذير»:
إن نمط الإنفاق السليم والمتفق مع الأداب الشرعية هو ذلك الذي يحكي البساطة والتواضع والاعتدال ولا يعني ذلك عزوف المسلمين عن الاستفادة من دخلهم أو من الموارد التي امتن الله بها عليهم لسد حاجاتهم أو عن تزويد أنفسهم بأسباب الراحة.
لكن الإسلام يتطلب إعطاء الاستهلاك جدوى وجودة أعظم كما يأمر بتجنب أسلوب الحياة القائم على الغرور والخداع لإشباع الميل الشديد إلى تقليد الآخرين.
إن المنافسة غير الصحية على رموز الأبهة المصحوبة بعدد من العادات إنما تؤدي إلى الإنفاق المفرط الذي يتم تمويله إما بتعطيل استثمار ما سبق ادخاره أو بمنع ادخار المستقبل.
ولا تلبث العدوى أن تصيب كل المناخ الاجتماعي. إن المسلم مطالب بالاعتدال والتوازن والابتعاد عن كل مظاهر الفساد والترف والإسراف والتبذير.