تحول حفل المعايدة في مستشفى حائل إلى حدث درامي غير منتظر عندما فاجأ مدير المستشفى الدكتور عبدالعزيز نخيلان الشمري الحضور بكتابة طلب إعفائه من منصبه على خلفية الخطأ الطبي القاتل بنقل الدم الخاطئ لزوجة المواطن الرشيدي وما أدى إليه من التسبب المباشر في وفاة جنينها وإصابتها بالفشل الكلوي ونسيان قطعة من الشاش طولها متر داخل رحمها أثناء إجراء جراحة الولادة. الدكتور النخيلان لم يقف عند حد طلب الإعفاء بل قلب الطاولة في وجوه مسؤولي الشؤون الصحية بحائل وحملهم المسؤولية كاملة فيما يحدث في المستشفى بسبب عدم تعاونهم مع إدارة المستشفى وعدم تلبية احتياجاته وتأخرهم حسب قوله في تنفيذ عمليات الترميم لأكثر من سنتين، وتأخرهم في ترسية عقود الصيانة والتغذية والصيانة الطبية وإسنادها لمقاولين أسهموا في تهالك البنية التحتية للمستشفى مع إدارة المشاريع والشؤون الصحية ما أدى إلى حدوث أخطاء جسيمة، والنخيلان حمل الشؤون الصحية كل أوزار المستشفى وبقي كي يكون ما تحدث به مقبولا عند الناس أن يثبت التهم الكبيرة بالأدلة القاطعة ليخرج نفسه من تحميلها مسؤوليات ما يحدث في المستشفى ولتكون رايته بيضاء أما إلقاء التبعات على الغير دون دليل فلا أعتقد أنه مقنع للمواطنين وسيكون محرضاً لوزارة الصحة للتحقيق فيما حدث، والسؤال الذي يجب أن يوجه لمدير المستشفى لماذا صمت كل السنوات الماضية وجاء الآن ليتحدث بعد وقوع الكارثة ووفاة الجنين وإصابة الأم بالفشل الكلوي؟ ثم لماذا أعفى نفسه من المسؤولية ليخرج من الأزمة كما تخرج الشعرة من العجينة رغم أن من بديهيات العمل الإداري تأمين الاحتياجات وتوظيف الكوادر البشرية الكافية دون ترك قسم بلا أطباء أو موظفين أو فنيين يتولون العمل في منطقة كبيرة ذات رقعة واسعة وكثافة سكانية مثل حائل ويقدمون للمواطنين والمقيمين الخدمات الطبية على مدار الساعة، ومن أوجب المهام عليه طلب فرق الصيانة وترميم المرافق في حينه دون انتظار أو سلبية؟
هذه الأسئلة تثير استفهامات كثيرة وحتى لا تضيع القضية ويتفرق دم المريضة وطفلها الفقيد بين الإدارات لابد من فتح ملف التحقيق لتحديد الجهات المقصرة ومحاسبتها فالأخطاء في قطاع الصحة الحيوي والهام كثرت للأسف وزاد عدد الضحايا بشكل مروع ولا يكتفى بتقديم مدير المستشفى طلب إعفائه وتملص الشؤون الصحية من التبعات وإغلاق الملف فالجميع بانتظار الكشف عن المسؤول ومعاقبته ورد الحقوق لأصحابها فالزوج المكلوم والمفجوع بزوجته يطالب بحقوقه كاملة وهذا ما يجب أن تعيه وزارة الصحة ليس في هذه القضية وحسب بل في كل القضايا فنحن لا نبرئ ساحة الوزارة من الأخطاء الكثيرة والتي انسحبت على ميدان العمل في المستشفيات والمراكز الصحية فما يقدم من خدمات متواضعة لا يتواكب مع الميزانيات الضخمة التي ترصدها الدولة سنوياً للقطاع الصحي ومع ذلك نجد النقص الحاد في الكوادر البشرية وقلة الأسرة في المستشفيات وتهالك المباني ونقص الأدوية وسوء المختبرات الطبية وانعدام النظافة، ومن أكبر المشاكل إسناد إدارات المستشفيات للأطباء وهم لا يفقهون شيئاً في الإدارة ومكانهم الطبيعي داخل العيادات لمعالجة المرضى واستبعاد المتخصصين في الإدارة الصحية وتهميشهم وهو خطأ فادح يجب على الوزارة التنبه له وتصحيحه.
مستشفى حائل بحاجة لاهتمام وزارة الصحة وتحويله لمستشفى تخصصي نموذجي يخدم هذا الجزء الغالي من بلادنا ويقلل من نسبة الأخطاء.
Shlash2010@hotmail.comتويتر @abdulrahman_15