قرأنا جميعاً تصريح الدكتور خالد مرغلاني المتحدث الرسمي لوزارة الصحة بأن: «ما جرى في حائل، مشكلة تتعلق بالشئون الصحية، ولا علاقة للوزارة بالأمر، كون أن المشكلة داخلية ولا تحتاج إلى تدخل الوزارة، ولا يمكن للوزارة التدخل في كل قضية بسيطة في مناطق المملكة».
واعتبر بعضنا أن هذا التصريح قد يفتح الباب لتصريحات مشابهة، تتخلى فيها المؤسسات الحكومية عن مسؤولياتها، تحت شعار جديد اسمه «المشاكل الداخلية في إداراتنا لا تخصنا»!.. إن اعتماد هذا الشعار، سيريح مسؤولي القطاعات الحكومية، وسيجعلهم يتحولون إلى مراقبين للمشاكل الداخلية في قطاعاتهم، دون أي تحرك للحل.. بمعنى لندع «حيلهم بينهم» في حائل أو في غيرها، ولنرَ من سينجو في النهاية، وأكيد أن هذا الناجي هو حبيب القلب، كما حدث من قبل في الشئون الصحية بمنطقة القصيم.
قد أكون غير متابع للمستجدات المعاصرة في علوم الإدارة الحديثة، ولكنني أظن أن هذا الإجراء الإداري، قد لا يتلاءم مع طبيعة وزارة الصحة، فهناك على سبيل المثال مشروعات في مناطق مثل جازان أو الحدود الشمالية، هل لو لم ينفّذ المقاول عمله المطلوب، سيكون الأمر مشكلة داخلية؟.. أو هل لو حدث خطأ طبي في مستشفى بالأحساء، راح ضحيته طفل، فسوف لن يخص الأمر وزارة الصحة؟.