في ما مر من مسيرتي الإعلامية، عملت مع أبرز الأسماء الإعلامية السعودية على المستويين المحلي والعربي، أسماء عديدة وقامات متنوعة لقائمة طويلة وتجربة مهمة بكل تعرجاتها ومناخها وطقوسها، دروسها إحباطاتها ونجاحاتها والبعض من الحضور. وكتبتها قد تكون رواية تالية مثيرة !
من بينهم الزميل عثمان العمير، الاسم المثير للجدل لمحبيه وكارهيه، وحتى لمن هم على الحياد، شخصية الصحفي لديه تتفوق باستمرار على التاجر أو المرافق، أو كما يعرف عن نفسه القابل للتفاوض والصفقات!
إثارته الصحفية تجعله قادرا على اختيار العناوين الملفتة، ومنها ما لايزال عالقا في ذاكرة المهنة لصحفي مخضرم يجيد التقاط نقطة لطيفة لتحويلها لقضية تجلب حوله المزيد من الجدل الإعلامي.
ناشر “إيلاف” في وقت سابق حمل نبوءة موت الصحافة الورقية، تحدث كثيرا - وبمبالغة ربما-عن موت الورق، ودعى الصحافة الورقية إلى تجهيز أكفانها فورا، في رؤية مستقبلية مستعجلة ومنفصلة عن واقعها، صحيح أن الورقية تتراجع، لكنها لن تموت هكذا..
لكن هذه ليست القصة هنا، القصة هي “إيلاف” التي جاءت كظاهرة في الصحافة الإلكترونية العربية قبل المحلية، وهاهي تذبل شيئا فشيئا..
عملت في “إيلاف” قبل ست سنوات ولأكثر من سنة، وبعد فراق، أشاهدها الآن وأنا أتذكر ما قدمته من صحفيين خرجوا من رحم صحافة الإلكترون واستمروا مهنيا بعد أن انتقلوا لمدارات أكبر.
كمهتم جدا بالإعلام الجديدة وبعصر الصحافة الإكترونية من بداياتها،يحزنني السؤال: هل اقترب موعد جنازة “إيلاف” الإلكترونية؟.
وبعد أن كنت محطة - واتفق معي غالبية الزملاء، على الأقل من من سألت - محطة لزيارات متكررة في اليوم، أصبحنا نزورها للذكرى مرة في الأسبوع، وقد يمر أكثر من أسابيع قبل أن نفكر في العودة إلى الاسم القديم الخافت!
وبعد أن كانت تقدم أخبارا وتقارير تثير فصول الصحافة والمتصفحين، أصبحت تتثاءب باستمرار، وتغط في سبات شتوي حتى في عز الحرارة أو السخونة والرطوبة..
إنها حالة من الكسل والاسترخاء المميت!
هذا المقال الذي أكتبه ليس تأبينا مبكرا في “إيلاف”، لكنه قد يكون تنبيها عاجلا لجنازة “إيلاف” القادمة، والصامتة..، لكن السؤال المفتوح.
هل ارتدت نبوءة العراف التي نقلها وكررها بشكل ملفت حول الصحافة الورقية، لجريدته الإلكترونية؟!