الليبرالية تعني في جوهرها احترام فردانية الشخص، وعدم ممارسة الوصاية عليه، ومنحه الحرية التامة ليعبِّر عن رأيه وليختار لنفسه ما يشاء، طالما أنّ تلك الحرية لم تتعارض مع قانون أو تشريع، وطالما أنه يتحمّل مسؤولياته الأخلاقية المترتِّبة على ما يتمتع به من حرية.
في ضوء المفهوم السابق لليبرالية، دعوني أقدّم لكم صوراً من أثر الحركة الليبرالية الإيجابي على التربية: 1- تم اعتبار التعليم حقاً دستورياً لكلِّ فرد دون تمييز بسبب عرق أو جنس أو مكانة اجتماعية، 2 - ظهر توجُّه تعليمي يؤكد تعليم الطالب الاعتماد على نفسه وتعويده الاستقلال في شخصيته، وذلك من خلال برامج تربوية نوعية، 3- اقتنع التربويون بأنّ داخل كل طفل ترسانة من القدرات والمهارات، وعملوا على مساعدته ليستثمر أقصى ما يمكن من هذا المخزون المهاري، 3- احترام فردانية الطالب وعدم القفز فوق قدراته وإمكاناته الشخصية وسماته السيكولوجية (وهنا ظهرت أساليب متنوّعة من التدريس تراعي الفروق الفردية بين الطلاب)، 4- تم منح كل طالب فرصاً كافية ليحاول ويجرِّب ويعبِّر بحرية عن فهمه ورأيه الشخصي دون تردُّد أو خوف من قمع، فالتربويون يعتقدون اليوم أنّ مهارات التفكير والإبداع والابتكار مستحيلة التحقُّق طالما بقي الطالب تحت مطرقة التهديد والخوف، 5- مراعاة ميول الطالب واهتماماته، وبالتالي لم يَعُد من المقبول أن يفرض النظام على الطالب دراسة برنامج تعليمي لا يميل إليه أو يتجاوز قدراته، وبناءً عليه بدأت المدارس تطرح أمام كل طالب بدائل تعليمية متعدِّدة ليختار منها ما يرغبه ويستطيعه.
أستاذ المناهج بجامعة الملك سعود