قرأت في جريدة الجزيرة الأربعاء 11-10-1433هـ عدد رقم 14850 صفحة محليات خبراً بعنوان (جمعية بناء تثمن دور الأمير تركي بن محمد لدعمه للأيتام).. وتعقيباً على ذلك أقول:
لندعم الأيتام جميعاً ونهتم بهم ونشجعهم في المدارس وفي أوجه الحياة وبمناسبة هذا الموضوع تذكرت هذا الموقف جاءت ابنتي الصغيرة (غادة) من المدرسة وعلى كتفها حقيبتها وهي متعبة من الحصص الدراسية وكعادة أي طفلة تحكي وعلى عجل عن مشوار يومها الدراسي كالواجبات وشرح المعلمات بصوت طفولي إلا في ذلك اليوم على غير عادتها صدرها ضائق وقمت أمازحها سلامات (بعض) الناس ما يتكلم زعلان أكيد الأبلة رفعت صوتها عليك.. قالت لا بابا.. قلت أكيد مافيه -نجمة- بدفترك اليوم؟ قالت لا أنا اليوم حزينة كثير. -خوفتني- بهذه السن تنطلق العبارة.. ليش؟! خبرتني أن صديقتها بالصف تقول لي أخت صغيرة كلما سمعت أحد يطرق باب منزلنا قامت بسرعة ورددت (بابا - بابا) جاء، تدخل إلى والدتها بسرعة تخبرها أن والدها عند الباب ومعه حلاوة تضمها والدتها بحنان الكبار تبكي على طفلتها كثيراً لأن والدها (متوف) منذ فترة طويلة فالابنة البريئة تنتظر كل يوم قدوم أبوها الغائب.
إن أطفالنا هم أجيالنا الباسمة وملح المكان والأزمان (وأنتي) أيتها المهرة الصغيرة غداً أو بعد غد سيعوضك الخالق الباري الصبر ويمنحك السلوان.. وستكبرين بجانب والدتك التي ستعلمك قريباً (أن ابن آدم ميت ولد ميتاً) وتغرس في شرايينك حب الإسلام والعيش برغد وسلام وستوفر لك كل سبل السعادة والنجاح.. وسيكبر حلمك فأهلك وناسك ومدرستك ووالدتك هم دروبك نحو الاستقرار (ويوصلونك) إلى بر الأمان وهنا أوجه رسالة إلى بعض الآباء الأعزاء والأمهات الكريمات فأقول: ما أجمل العيش مع أولادنا على أنهم أصدقاؤنا، ولنعلمهم المبادئ برحمة وليونة وهدوء، ولنمنحهم حرية الكلام والتعبير المقبول، (لنؤمن) لهم قبل الممات سبل العيش الكريم، لنعمل الأسباب التي تسعدهم في حياتهم والأيتام لهم مكانة في قلوبنا فلا نبخل عليهم بحبنا ودعمهم.
فهد إبراهيم الحماد - حائل