|
كتب - سلطان المهوس:
ليست المسألة أن تخسر من إسبانيا بطلة العالم وأوروبا وأفضل منتخب في العالم اليوم.. إنه أمر طبيعي يجبرك على أن تركن للواقع؛ فلا مجال للمقارنة بيننا وبينهم، بل موافقتهم على اللعب معنا وديًّا في حد ذاته إنجاز نظير واقع الترتيب بيننا وبينهم، المهم أن نتعلم.. نتأمل.. ندرس واقعنا بكل شفافية..!!
للأسف الشديد تحوّل منتخب المملكة العربية السعودية إلى ما يشبه المناقصة التجارية.. معسكرات باهظة في كل مكان.. انتدابات موظفين ومراقبين.. فنادق ومباريات في كل مكان.. المهم أن يشتغل هذا الأخضر حتى وإن كان ضد عقارب الساعة.. مَنْ المستفيد من كمية البرامج والفوضى.. فتش جيداً..!!
لسنا ضد التحرك للأمام أبداً.. نحن ضد الاستراتيجيات المتضاربة والمشاريع المتباينة ومسمار التطوير والبناء، وهو الذي يعلقون عليه كل مشاريعهم المالية دون أن نرى ولو بصيص أمل منذ العام 2007م حتى اللحظة..!!
المنتخب ينحدر ليس لأنه ضعيف بل لأن الآخرين أقوياء.. المنتخب ينحدر لأن اللاعبين يعتبرون الكرة ركضاً وهوشة حكم ودلال رئيس وحرب ضد مدرب وسفر في أي وقت وسهر في أي وقت..!!
مجرد مراهقين، جرتهم القائمة كما جرت مئات قبلهم ليحملوا لقب (لاعب دولي) حتى أصبحت السعودية في قائمة جينس للأرقام القياسية بعدد اللاعبين الدوليين، فيكفي أن تسجل ضد النصر أو الهلال أو تلعب دبل كيك ضد الاتحاد أو تسجل هاتريك ضد الأهلي لتجد نفسك بالقائمة.. بل تخطى ذلك في السنوات الأخيرة حتى بات لاعبو الاحتياط بالأندية يضمنون اللعب أساسيين بالمنتخب.. يعني ريكارد أبخص..!!
أمام إسبانيا تورطنا باللعب أمام العالم نظراً لتسليط الضوء الدولي على المباراة، فتسعين دقيقة لم تشفع لنا سوى برسم أربع هجمات، فيما الباقي كشف لنا أننا فرجة لمهارات لاعبين اختاروا الإخلاص لمواهبهم وبلدانهم، فحتى الفرح كان بادياً عليهم لآخر نفس في المباراة..!!
لاعبونا لم يستطيعوا حتى تكوين هجمة منسقة أو حتى التمرير المتقن.. ظهروا مشلولين.. متشتتين.. لأننا أساساً خذلناهم.. نبدلهم كل عام.. نعطيهم كل ما يريدون.. نتركهم في كل واد يهيمون.. والنهاية لا قطرة عرق ولا دمعة ندم، ولا حتى لمحة حزن تظهر عليهم.. هؤلاء تشبعوا محلياً، ولن يغيروا أساليبهم المحلية.. لاعب بالأمس يمتلك مازدا موديل 88، واليوم رصيده خمسة عشر مليون ريال وسيارة آخر موديل وراتب وحوافز ومكافآت ودلال وسهر.. ماذا يريد بمنتخب بلده.. منتخب يقيده بالمعسكرات والتدريبات والضغط.. هذا هو حال لاعبينا.. شبعوا حتى الثمالة.. والنتيجة منتخب لا يوجد فيه قلب دفاع يجيد المراقبة أو التخليص.. بل حتى ذلك الذي ظهر وهو يدخن الأرجيلة كان له نصيب من الدولية فأعطوه شرف اللعب أمام إسبانيا، والله يستر إن كان وجد مقهى بإسبانيا أم عاد دون تشييش؟؟؟!!
هل تريدون أن نفتح ملف لاعبينا بالتمام والكمال؟؟
أجيبوا يا مسؤولي المنتخب؟؟
هل تريدون معرفة حقيقة غالبية لاعبي المنتخب؟؟
هل تريدون نمط حياتهم؟؟
للأسف أنتم تعرفون جيداً أن كل تلك المباريات والمعسكرات لن تفيد إلا أصحاب المناقصات ومتعهدي السفريات والمعسكرات والسماسرة.. أليس كذلك؟؟
نحن الوحيدون الذين نجوب العالم في معسكرات وتدريبات ولقاءات بالشكل الذي يؤكد أن منافساتنا المحلية عبارة عن حصص للتربية الرياضية، وليست مناخاً مناسباً لإعداد لاعبي المنتخب؟؟
هل أعد عليكم كم معسكراً للمنتخب منذ العام 2006م؟؟
لن تصدقوا، لقد تفوقنا على البرازيل وإسبانيا وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا وألمانيا مجتمعين..!!
يا ساتر.. إنها حقيقة..!!
المنتخب أصبح مكتب سفر وسياحة تحت ذرائع متعددة..!!
لاعبونا يحتاجون للتجويع دائماً.. يحتاجون لرؤية الأمل دائماً.. نحن نضيعهم من أول الطريق، نعطيهم كل ما يحتاجون.. المال.. الشهرة.. الحظوة.. بل نحارب من ينتقدهم أو يكشف أخطاءهم حتى يصل الأمر إلى أن نكذِّب عيوننا ونصدقهم..؟؟!!
العلة ليست بريكارد أو غيره.. العلة أننا نحارب بجيش مهزوز.. مغرور.. ليس له هدف ولا غاية.. لقد دمرونا بفكرهم العقيم.. آمالهم الضئيلة.. مشاكلهم التافهة.. سوء انضباطيتهم الحياتية.. غرورهم الطائش.. نعم، هناك استثناءات.. لكن الواقع يؤكد وبوضح وبشفافية ودون زعل: «منتخبنا يقوده عيال مراهقين»..!!