أقدم نقيب عسكري على التفحيط وسط جمع غفير من الناس ! ولئن ابتليت شوارعنا بهذه الظاهرة الخطيرة من لدن شباب مستهتر فإن ممارستها من قبل ضابط عسكري يعد صدمة كبيرة لكل من ينصح ويرشد ويحذر من مخاطر التفحيط على الناس وإزهاق الأرواح وإتلاف المركبات.
لا أخفيكم لوعتي بعد قراءتي الخبر في جريدة الشرق بل وأسقط في يدي حيث كنت أطمح من العسكر بالذات توعية الناس من مخاطر التفحيط وتحذيرهم وملاحقة من يمارسه!
وأيا كان مصير ذلك المفحط الذي يحمل رتبة نقيب وآليات عقابه خصوصا أنه أعترف بذلك بحسب تصريح المرور، وأنه سيتم تطبيق النظام عليه كما هو معمول مع جميع المخالفين؛ فإن فكرة التفحيط مؤسفة لاسيما بعد إطلاقه على نفسه لقب (فايزر) وأصبح فيما بعد مشهورا وينال تشجيعا من أتباعه لا سيما الشباب.
ولعل إثارة قضية التفحيط هذا العام ـ بعد حصول حوادث كارثية ووفيات ـ يلزم الجهات المختصة إيجاد الحلول المناسبة لها، حيث يلاحظ تهاون المرور في ذلك، إذا علمنا أن ممارسي هذه الظاهرة ومشجعيها أصبحوا يتفقون على المكان والزمان عبر الفيس بوك والتويتر بحيث أمسى معلنا وليس سرا، ومن الممكن الوصول لمواقع التفحيط بسهولة والقبض على المخالفين وعقابهم لأنهم أصبحوا خطرا على أنفسهم وعلى غيرهم عدا تفشي حالات سرقة السيارات أو استئجارها وإتلافها.
الأمر لابد وأن يتجاوز مشاعر الأسف والحوقلة ويصل إلى حملة وطنية واسعة وجدية يشارك فيها جميع أفراد الوطن، فلم يعد أحد بمعزل عنها حيث يمارس التفحيط في الشوارع الواسعة برغم اكتظاظها بالسيارات.
ولئن استطاع الأمن اجتثاث جذور الإرهاب وبشهادة الجميع؛ فإن ظاهرة التفحيط أبسط من ذلك بكثير ومحاصرتها من قبل الأجهزة الأمنية لا يعد أمرا صعبا، ولعل تجربة (ساهر) خير دليل على نجاح المرور بالحد من السرعة وتجاوز الإشارة الحمراء.
إن المناشدة الدائمة للمرور بالقضاء على ظاهرة التفحيط وقيادة صغار السن للسيارات مع عدم تجاوبها مع المناشدات والمطالبات يُفقِد المواطن الثقة بهذا الجهاز الضخم الذي ننظر له بتقدير وندعو الله دوما أن يكلل جهوده بالتوفيق، ويمد أفراده بالقوة لتطبيق النظام وقطع دابر المخالفين الذين يخلّون بالأنظمة ويتجاوزونها ويؤدون بأنفسهم وبغيرهم للتهلكة.
ولا زلنا على يقين بأن إقدام ذلك الضابط على فعلته بممارسة التفحيط لا يعدو عن تصرف شخصي يمثل نفسه فحسب، وليست مهمته ووظيفته السامية. ونكتفي بقول: يا عيباه!!
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny