على أي فرد تقع على عاتقه أمانة المسؤولية أن يكون لديه مشروع حيوي وفكر خلاب وأسلوب مثمر يعمل لمرافق الحياة وسياقاتها ويرتقي بالإنسانية نحو السموات العلا، لا مجرد فرد يشبه الحصرم وبقايا
الزرع العتيق يختبئ وراء وهنه ورخاوته وكسله وبحثه عن الوجاهة والحضور المزيف، واهٍ لاهٍ يشبه زقزقة العصافير ولغة الصم وحلم النائمين، إن الهاجس الإنساني يجب أن يتشكل لدى أي فرد ويلح عليه حتى يصبح عنده هو المراد والمبتغى.
إن الفرد المسؤول يجب أن يلعب دوراً مهماً وفعالاً في خدمة الناس والإنسانية أياً كانوا وكانت، وأن تكون لديه القدرة والمرونة على الركض الدؤوب والحركة الفائقة ولا يعرف التأني والتسويف والمراوغة والاختباء في العتمة بعيداً عن النور، إن الفرد المسؤول لا بد أن يكون فرداً منتجاً وفعالاً ونشيطاً، لا فرداً متورماً بالفراغ ومنتفخاً بالوهم ويشبه الضارب بالودع والرمل أو مستيقظا على رهان يشبه الجنون وغير متوهج بشعلة العطاء، وبعيداً عن الناس، أو مطارداً لسراب لا نهاية له أو متفرجا من فوق ربوة عالية، أو فاتحاً ذراعيه للمستحيل، أو عابثاً متخبطاً يشبه لعبة حرب مدبلجة، أو عصفوراً منفلتاً من خيطه، أو مصغياً للكلام المصطنع، أو نائماً بين ثنايا الملح، إننا نريد من الفرد المسؤول أن يلبس خارطة العمل، ومتناثراً بين حباته وممتدا بحلم عال وشموخ لا نهاية له، نريده فرداً مختلفاً يعطي الحياة والناس اهتماما قل نظيره، نريده منبثقا يشبه نور شمعة، وفجرا يبعد الغبش، وانسكابه شمس تصهر خيوط العتمة، نريده أن يرسم خارطة البهاء والجمال والمتعة، إن الفرد المسؤول لا بد أن يكون انعكاساً للحس الإنساني ومتعاضداً مع كافة شرائح الناس، لا أن يكون فرداً مسؤولاً متفرجاً فقط، إن على الفرد المسؤول أن يتعلم مائة مرة من الأخطاء ويعي تلك الأخطاء ويتفاداها، ولكي لا يفشل أو يعتريه الحزن والإحباط، عليه الجدية في العمل والثبات والمثابرة والانضباط والحماس والركض الدؤوب، بعد هذا سوف يستحق هذا الفرد منا جميعاً التصفيق والإشادة والترحيب.
ramadanalanezi@hotmail.com