|
بيروت - منير الحافي - دمشق - الأمم المتحدة - وكالات :
وقعت معارك عنيفة أمس الأربعاء قرب مطار حلب الدولي ترافقت مع تطورات دامية على الطريق المؤدية إليه وأخرى في محافظة إدلب, وذلك عشية زيارة الموفد الدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق حيث سيلتقي الرئيس بشار الأسد. وقتل أمس أكثر من 50 شخصاً في إنحاء البلاد جراء العنف. وتحمل التطورات الميدانية تصعيدا مستمرا من دون أن يلوح في الأفق أي مؤشر لهدنة في الثورة التي بدأت سلمية قبل أكثر من 18 شهرا وقمعت بعنف قبل أن تتطور إلى نزاع دام يجعل مهمة موفد جامعة الدول العربية والأمم المتحدة صعبة ومعقدة. وقتل صباح أمس الأربعاء 18 جنديا نظاميا على الأقل وأصيب العشرات بجروح في عملية نفذها مقاتلون معارضون بواسطة سيارة مفخخة استهدفت تجمعا عسكريا في مدينة سراقب في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. واستمرت الاشتباكات العنيفة في المنطقة منذ الصباح ويحاصر مقاتلون معارضون مركزين آخرين للقوات النظامية.
وفي حلب، تدور معارك عنيفة بين مقاتلين معارضين وجنود نظاميين قرب مطار حلب الدولي، بحسب المرصد السوري. وجاء ذلك بعد ليل من القصف العنيف الذي استهدف عددا من أحياء المدينة السورية الثانية. وفي محافظة حماة، تسبب قصف القوات النظامية بحرائق في عدد من الأبنية وفي فرن في بلدة قسطون. وفي بلدة حلفايا في المحافظة نفسها عثر على 13 جثة أمس، اثنتان منهما لطفلين، ما يرفع عدد الضحايا الذين سقطوا في العملية العسكرية التي نفذتها القوات النظامية في البلدة الثلاثاء إلى عشرين. من جهة أخرى, عاد الرهينة التركي السابق الذي أفرجت عنه جماعة شيعية لبنانية مساء الثلاثاء بعد احتجازه قرابة شهر، صباح أمس الأربعاء الباكر إلى تركيا. ووصل ايدين طوفان تيكين برفقة وزير الداخلية اللبناني مروان شربل والسفير التركي في لبنان اينان اوزيلديز ليلاً إلى مطار دالامان في ولاية موغلا جنوب غرب تركيا. وكانت هذه الأسرة تبنت في 15 أغسطس خطف 20 سوريا وتركيا ردا على خطف احد أقاربهم في سوريا. وبحسب مصدر عسكري فإن الرهينة التركي أفرج عنه خلال عملية للجيش اللبناني في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وعلى الصعيد السياسي, قالت مفوضة الشؤون الإنسانية بالاتحاد الأوروبي مساء الثلاثاء إنه مع تفاقم القتال في سوريا فإن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد وقوات المعارضة المصممة على الإطاحة به ترتكب عددا متزايدا من الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي. وقالت كريستالينا جورجيفا مفوضة الاتحاد الأوروبي للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية للصحفيين «هذه حرب غير متكافئة وهناك درجة من التوسع في انتهاك القانون الإنساني الدولي من الجانبين يبدو أنها تتصاعد».
بدوره, قال ليك رئيس صندوق رعاية الأطفال التابع للأمم المتحدة (يونيسيف) إن قوات المعارضة والقوات الحكومية على حد سواء يجب محاسبتهما على أي جرائم حرب ترتكب أثناء الصراع. وأضاف قائلا: «يجب ألا تكون هناك حصانة لأي أحد في الجانبين». وتتهم الأمم المتحدة وحكومات غربية الحكومة السورية والميليشيا المتحالفة معها بارتكاب مذابح على نطاق واسع لكن مقاتلي المعارضة أيضا يواجهون اتهامات بقتل جماعي.