|
طرابلس- باريس - نيويورك - واشنطن - وكالات:
توالت ردود الافعال الدولية امس الاربعاء على مقتل السفير الاميركي في ليبيا كريس ستيفنز وثلاثة اميركيين اخرين في هجوم استهدف مساء الثلاثاء القنصلية الاميركية في بنغازي احتجاجا على فيلم مسيء للاسلام. ويصور فيلم «براءة المسلمين» الذي يمثل فيه عدد من الممثلين الذين يتحدثون بلكنة اميركية واضحة، ويهاجمون فيه الرسول و الاسلام. بينما صرح احد معاوني مخرج الفيلم المسيء للنبي محمد الذي تسبب بتظاهرات عنيفة ضد الاميركيين في مصر وليبيا، الاربعاء ان الاخير مختبئ. وقال
ستيف كلاين الذي عمل مع سام باسيل على اخراج هذا الفيلم الطويل لوكالة فرانس برس «انه مصدوم لمقتل السفير» الاميركي في ليبيا، مؤكدا انه تحدث مع المخرج هاتفيا لكنه يجهل مكان وجوده.
ودان الرئيس الاميركي باراك اوباما الهجوم، مشيدا بالسفير ستفينز وزملائه القتلى الذين راحوا ضحية الهجوم. وقال اوباما «ادين بشدة الهجوم المشين على البعثة الدبلوماسية في بنغازي والذي ادى الى مقتل اربعة اميركيين من بينهم السفير كريس ستيفنز». مؤكدا بأن المعتدين سوف يقدمون للعدالة على «هجومهم المشين والمروع «. وقال في حديقة روز جاردن بالبيت الأبيض بصحبة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون:» لن نتخلى عن التزاماتنا لنرى ان العدالة تأخذ مجراها في هذا الفعل الرهيب».
وتابع اوباما إنه سوف يتم تعزيز الاجراءات الأمنية في المصالح الامريكية الخارجية وان واشنطن سوف تعمل مع السلطات الليبية في التحقيق في الحادث.
منبها بأن «الولايات المتحدة ترفض المساعي الهادفة الى اهانة المعتقدات الدينية للاخرين، وعلينا جميعا، بطريقة لا لبس فيها، التصدي لمثل هذا العنف غير المبرر الذي يتسبب بمقتل موظفين حكوميين».
بدورها اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء ان مقتل السفير الاميركي تم على
أيدي «مجموعة متوحشة ولكن صغيرة» في هجوم يجب ان «يهز ضمائر» الناس من كافة المعتقدات. الا ان كلينتون وعدت بان لا تدير بلادها ظهرها لليبيا في سعيها لبناء مستقبل جديد بعد الهجوم الذي شنته مجموعة مسلحة على القنصلية الاميركية في بنغازي احتجاجا على فيلم مسيء للاسلام.
واصدر مجلس الامن الدولي بيانا دان فيه ب»اشد التعابير حزما» الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي، وانزال متظاهرين العلم الاميركي عن السفارة الاميركية في القاهرة. وفي هذا البيان اعتبر اعضاء مجلس الامن ال15 ان هذه الاعمال «غير مبررة مهما كانت دوافعها ومرتكبيها».
من جهته ادان جيفري فيلتمان كبيرالمسئولين السياسيين بالأمم المتحدة الهجوم الدامي في بنغازي ورحب بقرارحكومة طرابلس بالعمل علي تقديم المسئولين عن الهجوم للعدالة.
وعين الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس الاربعاء اللبناني طارق ميتري مبعوثا خاصا جديدا له ورئيسا لبعثة الامم المتحدة في ليبيا. وسوف يخلف ميتري البريطاني ايان مارتن في الرابع عشر من الشهر المقبل. وعمل ميتري في الحكومة اللبنانية من عام 2005 الى 2011عام وقام بالتدريس في جامعتي هارفارد وجنيف. وكانت السلطات الليبية اتهمت «أزلام النظام السابق» بتنفيذ الهجوم المسلح الذي استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي، مؤكدة مقتل أربعة في أحداث القنصلية بينهم السفير.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن ونيس الشارف وكيل وزير الداخلية أنه حسب المعلومات الأولية، فإن أزلام النظام السابق استغلوا الاحتجاجات التي خرجت بجانب القنصلية الأمريكية ببنغازي احتجاجا على فيلم مسيء للرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وقاموا بالهجوم المسلح على القنصلية ردا على تسلم عبد الله السنوسي من موريتانيا.
وقتل السفير الأمريكي في ليبيا وثلاثة آخرين من موظفي السفارة في هجوم صاروخي استهدف سيارة السفير بمدينة بنغازي في شرق ليبيا ليلة الثلاثاء الاربعاء, حسبما اعلن امس الاربعاء مسؤول كبير في وزارة الداخلية الليبية.
وقال المسؤول الليبي إن السفير الأمريكي كان في طريقه إلى مكان أكثر أمنا بعدما هاجم محتجون القنصلية الأمريكية في بنغازي واحرقوها وأطلقوا النار مما أسفر عن مقتل موظف في السفارة وذلك احتجاجا على فيلم أمريكي مسيئ لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وأشار المسؤول إلى أن السفير وثلاثة موظفين آخرين قتلوا بعدما أطلق مسلحون الصواريخ على سيارة السفير. وأضاف أن السفارة الأمريكية أرسلت طائرة عسكرية لنقل الجثث إلى طرابلس لنقلها جوا إلى الولايات المتحدة. وهاجم مسلحون مجمع القنصلية في بنغازي مساء الثلاثاء واشتبكوا مع قوات الأمن الليبية التي انسحبت بسبب كثافة النيران. وأطلق المهاجمون النار على مبان بينما ألقى آخرون قنابل بدائية الصنع على المجمع مما أدى إلى حدوث عدد من التفجيرات المحدودة. ونشبت حرائق محدودة حول المجمع. وجاء الهجوم بعد احتجاج غاضب في مصر تسلق فيه متظاهرون أسوار السفارة الأمريكية بالقاهرة وأنزلوا العلم الأمريكي وأحرقوه احتجاجا على الفيلم الذي قالوا إنه مهين للمسلمين.