يبدو أن الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج (أواصر) تعيش سعادة اقتصادية غير مسبوقة هذه الأيام، والسبب موافقة الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية على تولي الرئاسة الفخرية للجمعية، وبمجرد وجود الأمير على رأس هذه الجمعية الخيرية ذات الطابع الإنساني، فهذا يعكس أمرين هامين الأول أن يسهم وجود الأمير على رأسها ولو شرفيا إلى زيادة الاهتمام بهذه الجمعية ودعمها اجتماعياً ومالياً لقيامها بمهام غاية في الإنسانية..
.. والأمر الثاني هو أن ولاة الأمر يسارعون في السعي لكل جوانب الخير التي تهتم بخدمة المواطن.
رئيس مجلس إدارة (أواصر) الدكتور توفيق السويلم كان أكثر المستبشرين خيراً في تولي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية الرئاسة الفخرية للجمعية والسبب برأيي أن لا أحد يعرف معاناة المتطوعين أو القائمين على العمل التطوعي والخيري والإنساني أكثر ممن يعملون بصمت، ويعملون وعيون وسهام النقد تطاردهم مرة بالتقصير ومرات بسوء التدبير، ولكن وكما يقول الشاعر لا يعرف الحب إلا من يكابده، ولا يعرف صعوبات العمل التطوعي إلا من يقف على رأسه، فهي أعمال معقدة نظرا لطبيعتها الإنسانية، والاجتماعية ومصاعب الحصول على الدعم المالي لها.
وفي كشف بسيط لما تقوم به (أواصر) يؤكد الدكتور توفيق السويلم أن عدد الأسر السعودية في الخارج التي قدمت لهم الجمعية مساعدات أكثر 2000 أسرة حيث يصل عدد أفرادها إلى أكثر من 6000 فردا موزعة على 30 دولة من الدول العربية والآسيوية الإفريقية والأوروبية، وفي تقرير لوزارة الداخلية أنه تم في العام الماضي زواج أكثر من 6000 حالة زواج من غير السعوديات أنفق عليه أكثر من 600 مليون ريال أنفق فيه الشخص الواحد على زواجه أكثر من 30 ألف ريال بعضها تم بدون مواثيق رسمية.
المملكة حريصة كل الحرص على حماية أبنائها المواطنين من الوقوع في فخ سماسرة الزواج من الخارج، وسنت القوانين والأنظمة للحد من المشكلات التي تحدث بسبب هذه الارتباطات سواء كانت رسمية أو غير موثقة، فهناك الكثير من القصص التي يقع فيها السعوديين لزواجهم من الخارج والأخذ ببعض الفتاوى التي تحلل زواج المسيار والزواج بنية الطلاق وغيرها من زواج الأجنبيات سواء من الدول العربية أو الإسلامية أو الأجنبية أثناء سفرهم للخارج.
وللزواج من الخارج مضار عديدة، لذا يفترض من شباب الوطن توخي الحذر من سماسرة الزواج، والذي لا يحس به الشخص إلا بعد مضى فترة، فلقد أفاد بعض الأزواج إلى أن الشخص المقدم على الزواج من الخارج عندما يحصل على الموافقة يتفاجأ بالمبالغة بالتكاليف مثل مقدم المهر ومؤخره الذي يصل في معظم الأحيان إلى نفس تكاليف المهر الموجودة في بلادنا.
لذا يفترض من الجميع دعم جمعية (أواصر) وما تبذله من جهود جبارة لتوعية المواطنين بعدم الزواج من الخارج وما تقوم به من بحوث ودراسات وحلول وتوصيات علمية لعلاج مشكلة الزواج من الخارج والتخفيف من آثاره من اجل سلامة المواطن والأسرة والمجتمع السعودي، وعلى وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الإسلامية والجمعيات الخيرية والقطاع الخاص ووزارة الإعلام ورجال الصحافة والإعلام المرئي والمسموع بذل الجهد والتفاعل مع جهود جمعية (أواصر) ودعم الحملة التي تستهدف ضمان المجتمع وحماية المواطن والأسرة الوطنية من مضار الزواج من الخارج النفسية والاجتماعية والأسرية والمالية ولاقتصادية.
Ahmed9674@hotmail.comمستشار مالي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية