|
الجزيرة - المحليات:
شهد معالي مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبد الله التويجري مساء أمس الفرضية التدريبية التي نفذتها المديرية العامة للدفاع المدني بالمركز الصحي التخصصي بمدينة الرياض.
وتابع الفريق التويجري خلال الفرضية أداء رجال الدفاع المدني في التعامل مع حالات تسرب المواد الإشعاعية وغازات النشادر وغيرها من الملوثات الهوائية الناجمة عن المواد الطبية المستخدمة في المنشآت الصحية، كما تابع الجهود في مكافحة الحريق الافتراضي وعمليات إخلاء المرضى والعاملين بالمركز.
وأوضح الفريق التويجري في تصريح عقب انتهاء الفرضية التدريبية أن الهدف من إجراء مثل هذه الفرضيات، هو اختبار قدرات رجال الدفاع المدني والمعدات والآليات الجديدة التي وفرتها الدولة - رعاها الله - في التعامل مع الحوادث التي قد تقع في المنشآت الصحية وتحقيق أفضل زمن في سرعة وصول وحدات الدفاع المدني لمواقع الحادث في أوقات الذروة وفترات الازدحام المروري، وتنمية وعي العاملين في المنشآت الصحية بخطورة بعض المواد الطبية التي تُوجد بها في حال اشتعال حريق أو تسرب بعض هذه المواد الكيماوية أو الإشعاعية أو انفجار أسطوانات الأكسجين والتي تستخدم بكثرة في المجال الطبي، فضلاً عن المخاطر الكبيرة الناجمة من سرعة انتشار الدخان والتي تؤكد التقارير الدولية أنها لا تستغرق أكثر من 3 دقائق على أقصى تقدير، وهو ما يضاعف من حجم الأعباء التي يواجهها رجال الدفاع المدني في حال عدم وجود خطة مسبقة لإخلاء المرضى والعاملين في مثل هذه المنشآت الصحية، وكذلك في حال عدم وجود أو فاعلية أجهزة الإنذار عن الحريق.
وأشار الفريق التويجري إلى أهمية أن يعرف الجميع أن هناك زمناً للحريق ترتفع خلاله درجة الحرارة إلى أكثر من 600 درجة مئوية، وهذا الزمن لا يزيد عن 4 دقائق، يتعذر بعدها دخول رجال الدفاع المدني إلى الموقع نتيجة ارتفاع درجة الحرارة وكثافة الدخان وهو الأمر الذي يتطلب وقتاً وجهداً هائلاً، لمكافحة هذه النوعية من الحرائق السريعة.
ولفت الفريق التويجري إلى أن ارتفاعات الأبراج الطبية ليست عائقاً أمام رجال الدفاع المدني، لكن المشكلة الحقيقية تتمثّل في حالات انتشار الدخان الكثيف، وذلك لأنه لا يوجد أجهزة تتيح الرؤية في هذه الحالة، ويعتمد رجال الدفاع المدني على حاسة اللمس لأداء مهامهم في مثل هذه المواقع، كما أن أجهزة شفط الدخان تستخدم بعد إخماد الحريق وليس قبل ذلك.
وعن رسالته التوعوية للأسر السعودية قال الفريق التويجري: أُذكر أن فقيد الوطن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - يرحمه الله - عندما اطلع على مراحل تدرج الحريق - وأن النيران والدخان لا تستغرق أكثر من 4 دقائق لحدوث الوفاة وفق ما أشارت إليه أنظمة الحماية والسلامة العالمية، أوصانا - يرحمه الله - بأن نعمل بكل جهد على إيصال هذه المعلومة للناس، حتى يتوخوا الحذر ويدركوا ضخامة جهود رجال الدفاع المدني في مكافحة الحرائق.
وطالب الفريق التويجري وسائل الإعلام بالإسهام في نشر مثل هذه المعلومات لأنه من غير المنطقي أن تطلب من رجال الدفاع المدني أن يدخلوا إلى غرفة تصل درجة الحرارة بها إلى 760 درجة بعد أربع دقائق فقط من بدء الحريق، قبل أن يبذلوا قصارى جهدهم في إطفاء النيران ثم تبريد المكان، مشيراً إلى أن غياب المعرفة بمثل هذه المعلومات الموثقة عالمياً، يجعل البعض ينتقد الدفاع المدني أو يتهمهم بالتأخير في التعامل مع الحوادث، وهو أمر لا صحة له - حيث إن رجال الدفاع المدني يدخلون في كل حادث حريق سباقاً رهيباً مع الزمن.