لم يكن بمقدور القنوات الفضائية المحافظة أن تحظى بنسبة لا يستهان بها من المشاهدة، بل قد تتفوق علىكثير من المحطات التي تملك الدعم المالي والبشري المؤهل حرفياً بدون وجود القاعدة العريضة التي تتبنى النهج الذي تأسست عليه تلك القنوات.. مع بداية ظهور هذه القنوات قبل عشر سنوات لقيت إقبالاً متزايداً خاصة مع قلة القنوات المشابهة، حيث وجد فيها المشاهد مايلبي ميول الأسرة من خلال برامج موجهة لا يوجد فيها ما يصادم قناعاته وتتصف بالإنتاج المحلي والبساطة ومحدودية تكاليف الإنتاج، ولكن مع مرور الوقت أصبح متابع تلك المحطات التي صارت تتزايد أعدادها بشكل سريع في حاجة لمضمون ومظهر - أي إخرج - جديد للمادة الإعلامية يتناسب مع خصوصية الشاشة التي تدلف إلى كل منزل دون استئذان، الآن وبعد هذه الفترة غير القصيرة من بداية ظهور هذه القنوات بدأ يشعر بشيء من الرتابة والملل من يتابع كثير من تلك القنوات التي وصل عددها قرابة سبعين قناة تبث من دول عربية وبينها عددكبير من القنوات السعودية، ويبدو أن ضعف الدعم وقلة الكوادر المتخصصة التي تجيد صياغة المادة الإعلامية وتقديمها بأسلوب وشكل متجدد أدى إلى ضعف الإنتاج للمادة الإعلامية واقتصاره على جهود محدودة للقنوات بل إن كثيرا منها تعتمد على برامج الإفتاء التي تحقق نسبا مشاهدة ومشاركة عالية دون أي تكاليف مالية كبيرة كما لايوجد تنوع في القوالب الإعلامية إلا في عدد محدود من تلك القنوات المدعومة والتي تحاول أن تبقى على سطح المنافسة.
المحطات الفضائية المحافظة وفي ظل هذه الصعوبات وكذلك تضاعف تكاليف الإنتاج وتنافس القنوات الفضائية التقليدية في جذب المشاهدين ببرامج مشابهة لما تقدمه القنوات المحافظة بحرفية عالية وأيضاً تعدد الوسائط الإعلامية سيجعل هذه القنوات تعيش أزمة خانقة إما أن تطور وتحسن من أدائها وترتقي بالمادة الإعلامية من حيث الفكرة والإعداد والتنوع والإخراج النهائي أو تعود إلى الوراء وتفقد الكثير من المشاهدين في وقت تكاثرت فيه الوسائط وقلت أعداد المتابعين وتوزعت بينها.
Barakm85@hotmail.com