تعقيباً على ما نشر في صحيفة الجزيرة في العدد 14591 في زاوية باتجاه الأبيض للكاتب سعد الدوسري بعنوان (رضعات الحساب) والذي تحدث فيه عن إعطاء أطفالنا (الخدج) المنوّمين في حاضنات مستشفياتنا (رضعات مخالفة للمقاييس الصحية) أود التعقيب أن أمانة الصحة مسؤولية الأب والأم في المقام الأول وعند ما نودع أطفالنا ممن لا حول لهم ولا قوة في المستشفيات الحكومية فإننا نفترض حسن النية جدلا لكننا بدأنا نسمع عن أمور تحز في النفس ليس لوجودها لكن لسهولة حدوثها في مستشفيات حكومية خصصت للعلاج وأداء الدور المكمل لدور قطاعات المجتمع التي لا يقوم إلا بها لأسباب ومبررات واهية لا ترقى لمستوى المعقول إما بسبب نقص أو تأخير دراسة أو انعقاد لجنة أو عدم توفر ميزانية، إن الصحة للإنسان هي صمام الأمان الذي يسير كافة أمور حياته بعد توفيق الله والحياة مليئة بالكثير من الصعوبات والإشكالات التي لا تنقصها خلل في أمانة رعاية الأطفال سواء أكانوا (خدجاً) أو غيرهم ولسنا بحاجة إعادة ما يتعلق من سيناريو الحليب منتهي الصلاحية وعدم توفر الأسرة فضلا عن ارتفاع أسعار الأدوية والعلاجات غير المرخصة. إن وزارة الصحة بكافة قطاعاتها ومنها الشؤون الصحية ستكون مسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة تخص حياة المواطن فلا مجال للأخطاء والتجارب، وتمرير معالجات أو أدوات غير مطابقة كارثة قبل أن تصل إلى أروقة المستشفى فكيف إذا تم استخدامها على الأطفال أين عين الرقيب إن ما يكشف من نقاط الضعف يتبعه الكثير من الهفوات وما يتم التستر عليه ينتج المآسي، وليس من المعقول أن يكون ديدن المجتمع الوعظ لمن تولوا مسؤولية الصحة في شاردة وواردة فإما أن ترفع درجة العقوبة من المعنيين بحق المتعاونين والمخالفين أو تضطلع الوزارة بمسؤوليتها وتكون شجاعة بما يكفي لكي تحاسب نفسها بما يعدل ويقلل من اعوجاج الخط البياني للنتائج وترنحه من وقت لآخر وهي التي يصرف عليها الكثير الكثير لتحقيق الحد الأدنى والمقبول من الصحة التي تتيح للإنسان أداء دوره في مجتمعه بمشاركة فاعلة. إن الناس لا تودع أبناءها في المستشفيات من أجل الرفاهية بل لعلاج علة ما فلا تعلوا من هو عليل يا وزارة الصحة.
محمد بن سعود الزويد ـ جامعة الإمام وكالة الدراسات والتطوير