لا جديد في خسارة المنتخب الكبيرة من أسبانيا ولا في الخسارة المتوقعة من الجابون ولا في الشكل السيئ الذي ظهر بها الأخضر في تلك المباراة، فواقع منتخبنا يقول إن خطه البياني في انحدار منذ مشاركته الشهيرة في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، إذ لم يحقق بعد تلك المشاركة ما يرفع الرأس، باستثناء حضوره الجيد في بطولة آسيا 2006 والتي حل فيها ثانيا بعد العراق...
مشكلتنا أننا لم نصل حتى الآن إلى تشخيص الحالة التي يعاني منها الأخضر؛ لذلك عجزنا عن إيجاد الحلول، ومشكلتنا أننا عندما نتحدث عن المنتخب نعقد مقارنات مع منتخبات تختلف عنا في التجربة والقدرة والتاريخ، لذا تخلو المقارنات من أي فوائد أو نتائج حقيقية يمكن أن يعول عليها.
الخسارة في كرة القدم طبيعية، والخسارة من إسبانيا حتى بهذا الرقم الكبير متوقعة، والخسارة من الجابون موجعة حتى ولو كانت في مباراة ودية، ولكن الشكل الذي كان عليه المنتخب أمام اسبانيا مخجل، لذا فقد كان الم هذا المستوى أشد إيلاما من النتيجة ذاتها، فمن شاهد بعض اللاعبين أمام اسبانيا يظن أنهم يلعبون كرة القدم للمرة الأولى، ومن شاهد تنظيم الفريق داخل الميدان يظن أنه يلعب كرة القدم للمرة الأولى.....وحتى اختصر الطريق أقول: أن من شاهد المباراة أدرك أن المنتخب السعودي الأول لكرة القدم يحتاج للكثير والكثير حتى يعود إلى ما كان عليه بطلا منافسا له اسمه وهيبته حتى عندما يلعب مع منتخبات لها شنة ورنة في عالم كرة القدم مثل البرازيل والأرجنتين ( في كأس القارات ) وانجلترا وديا مرتين أو ما قدمه المنتخب في مونديال 1994.
* بعد الخسارة من أسبانيا سمعت رأيا يقول إن منتخب إسبانيا يحتاج إلى خمسة عشر سنة من البناء والتخطيط حتى وصل إلى ما وصل إليه بطلا لأوروبا والعالم ومتصدرا لتصنيف الفيفا الشهري، والحقيقة أن صاحب هذا الرأي لم يصب الحقيقة وهو بمثابة من يمارس تخدير الشارع الرياضي وتهوين أمر إخفاقات المنتخب التي تواصلت ودياً خليجيا وعربيا وقاريا، فالواقع يقول إن منتخب اسبانيا لم يكن بطل اورويا، لكن منتخبنا كان بطل آسيا قبل 28 عاما قبل أن يعجز عن هذا اللقب منذ عام 1996!! والواقع يقول ام منتخب أسبانيا لم يكن بطل العالم، لكن منتخبنا كان يشارك في المونديال تلو المونديال حتى أخفق في الوصول إلى جنوب إفريقيا ثم البرازيل !!.. والواقع أن منتخب اسبانيا لم يكن المصنف الأول ولا الثاني ولا الثالث في تصنيف فيفا، أما منتخبنا فكان في بحر الستين قبل أن يتراجع حتى المركز 105 وأحدا لا يعلم أين يستقر!! لذا فإن المقارنة مع منتخب مثل اسبانيا غير منطقية ولا معقولة ولا يمكن أن يقاس عليها فالظروف ليست هي الظروف، إذ إن المنتخب الأسباني يتقدم، ومنتخبنا يتراجع، وعندما نريد أن نقارن فلابد من المقارنة مع منتخب يماثلنا في التجربة.. ومثل ذلك: المنتخب الياباني فإلى أين وصل وإلى أين وصلنا !!
* لا يمكن القول إن اتحاد الكرة أو إدارة المنتخبات هي من يتحمل كل وزر إخفاقات المنتخب.. فالحقيقة أن المنتخب هو في النهاية نتاج عمل الأندية، ومادام الحديث عن المنتخب الإسباني..فهل كان الماتادور سيصل إلى ما وصل إليه اليوم لولا العمل الكبير وصقل المواهب في الأندية الاسبانية وعلى رأسها ريال مدريد وبرشلونة؟؟
الأندية هي من يصنع اللاعب ويصقل موهبته ويقدمه للمنتخب، ويبقى دولا الأخير في اختيار التوليفة المناسبة والمتجانسة، كما كان يحدث في المنتخب في سنوات خلت!! كما أن الأندية تتحمل وزر تأهيل اللاعب من كل النواحي بدلا من أسلوب النفخ الغريب، ودفع الملايين بلا حسيب، حيث لا يكف اللاعب النجم الموهوب عن فرض شروطه، وإملاء طلباته، والأندية لا تكف عن تحقيقها حتى وصلت أسعار اللاعبين المحليين إلى أرقام فلكية لا توازي ما يقدمونه في المعشب الأخضر.. وعندما يذهب للمنتخب يظهر وكأنه يلعب للمرة الأولى ويعجز عن مجاراة لاعبين موهوبين بالفعل ولديهم الحرص والرغبة في تقديم كل شيء لإثبات الذات.. وقراءة سريعة لنتائج المنتخب الأخيرة عربيا وقاريا تفصح عن كثير من ما أريد الوصول إليه. لذا فإن من أهم الحلول لعودة الأخضر هو عودة اللاعب السعودي الموهوب الذي يلعب لإثبات وجوده ولديه الحافز القوي لخدمة فريقه ومنتخب وطنه، و أنا هنا لا أعمم على جميع لاعبي الجيل الحالي، ولكن أتحدث عن وضع عام فقط... أحدا لا يعلم إلى أين سيصل.
مراحل.. مراحل
* بعد الفوز على الكويت في الدورة العربية بلاعبي المنتخب الرديف سمعنا رأيا رسميا يقول إنه سيتم حل المنتخب الأول، والاعتماد على المنتخب الجديد، وفي التشكيل الأخير للمنتخب تساءلنا..أين ذهب لاعبو المنتخب الرديف؟ فلا حُل المنتخب السابق ولم يُستفد بالشكل المطلوب من المنتخب الجديد.
* هل من المعقول أن يمثل الأخضر لاعبون غير مقنعين حتى في أنديتهم؟
) من أجل مشاركة الهلال في دوري أبطال آسيا يجب أن يطوي الهلاليون إلى الأبد صفحة اللاعب الذي لا يريد فريقهم، واللاعب الذي يرفض البقاء احتياطيا في فريقهم، فهناك أمور أهم وأبقى ولابد من الالتفات لها بدلا من الانشغال بأمور لا تقدم ولا تؤخر.
* تأجيل مواجهة الاتحاد والأهلي ضربة جديدة في خاصرة روزنامة الموسم وتأكيدات لجنة المسابقات أن التأجيل أصبح من الماضي.
* التأجيل فتح على اتحاد الكرة ولجنة المسابقات بابا لا يمكن سده بسهولة.
* أحدهم سألني : أين دور رابطة دور المحترفين في الدوري السعودي، وهل يتداخل عملها مع لجنة المسابقات واتحاد الكرة؟ وحيث لا أملك إجابة كافية، ولم أجد حتى الآن إجابة كافية، أكتفي بتمرير السؤال إلى الإخوة في الاتحاد واللجنة والرابطة.
* إدارة الهلال لم تقصر اطلاقا في موضوع الفريدي، فقد صبرت على اللاعب، وقدمت له عرضا مناسبا يفوق امكانياته وما قدمه للهلال سابقا، لكن اللاعب رفض كل ذلك، وهذا من حقه، ولا أحد يلومه، ففي عصر الاحتراف لا يوجد شيء اسمه انتماء ولا ولاء للنادي.
sa656as@gmail.comaalsahan@ :تويتر