|
متابعة - محمد المنيف :
افتتح وكيل وزارة الثقافة والإعلام د. ناصر الحجيلان يوم الأحد الماضي في مركز الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بالرياض المعرض الثاني والعشرين للفن السعودي المعاصر، حضر الافتتاح عدد من منسوبي الوكالة والجمعية السعودية للثقافة والفنون والجمعية السعودية للفنون التشكيلية وجمع من الفنانين التشكيليين المشاركين بالمعرض من مختلف مناطق المملكة والفائزين بجوائزه، إضافة إلى عدد من التشكيليين المتابعين والحريصين على حضور مثل هذه المناسبات التي تعنى بإبداعهم.
و يهدف المعرض كما أشار وكيل الشؤون الثقافية إلى تشجيع الفنانين والفنانات السعوديين على الإبداع وتبادل التجارب، واكتشاف مواهب فنية جديدة، والارتقاء بالذائقة الفنية، ونشر الثقافة البصرية لتصبح البيئة الجمالية دلالة حضارية في المملكة؛ حيث إن المعرض يعد من أهم معارض الفنون التشكيلية المتخصصة في المملكة لما يمثله من إثراء لحركة الفنون التشكيلية السعودية، وأفاد وكيل الوزارة للشؤون الثقافية أن الوزارة رصدت لمسابقة معرض الفن التشكيلي السعودي المعاصر جوائز مالية مع دروع تذكارية وشهادات تقديرية للفائزين، إلى جانب منح المشاركين في المعرض شهادات مشاركة. وأشار إلى أن المعرض سيستمر لمدة عشرة أيام، من الساعة 9 إلى 12 ظهراً، ومن الساعة 5 إلى 10 مساء».
من جانبه، قال المتحدث الإعلامي للوكالة الأستاذ محمد عابس بأن المعرض احتوى على أكثر من مئة عمل تشكيلي بمشاركة سبعة وسبعين فناناً وفنانة من التشكيليين والتشكيليات، وتتميز الأعمال بأنها ذات مضامين مختلفة نفذت بوسائط متعددة وأساليب تشكيلية معاصرة، مبيناً أنه تقدم له أكثر من مئة وثلاثة وثمانين فناناً وفنانة بما يقارب مئة وسبعة وسبعين عملاً تشكيلياً. وقد حصل على جوائز المعرض كلٌ من الفنانين: عبدالعزيز محمد الناجم، نذير مصطفى ياوز، هدى صالح المزروع، تغريد حسن البقشي، محمد علي الشهري، إبراهيم موسى الخبراني، محمد إبراهيم رباط، مشاعل عبدالعزيز الكليب، إيمان محمد الجشي، عبده محمد عريشي. كما حصل على جوائز لجنة التحكيم الفنانون: عبدالله عبدالمحسن المرزوق، عبدالله محمد نواوي، ناصر عبدالله الموسى.
مسيرة وتباين في المستويات
الراصد لمسيرة معرض الفن السعودي المعاصر يستطيع أن يكتشف ما مر به من رسم بياني يرتفع فيه المؤشر فترات معينة وينخفض فترات أخرى، يمكن يرى أن الهبوط أكثر من الارتقاء في المستوى الفني والخبرات والتجارب خصوصا في مراحل مسيرته الوسطى إذا اعتبرنا أن بداياته كانت أكثر وهجا واهتماما من جانب التشكيليين الكبار (الرواد) وكانت المنافسة فيه على أشدها وكان بالفعل خلاصة عطاء الساحة ومجالا للمنافسة وجمع لأبرز التجارب، لكن الأمر أخذ في التراجع في فترات طويلة اضطر المنظمون له أن يفسحوا المجال لأعمال أقل من المتوقع من أجل ملء القاعة التي لم تكن أعداد الأعمال الجيدة كافية لتغطي مساحتها، كما أن هناك من المحاولات الجيدة التي كادت أن تعيد الكثير من الأسماء الهامة والبارزة التي ابتعدت عن المعرض أن تعود إليه حينما أقيم المعرض ضمن فعاليات معرض الكتاب وغيره من المناسبات المغرية التي تستحق الحضور والمشاركة.
أعمال مقلدة وأخرى سبق عرضها
لا شك أن كلمة معاصر تعني التجديد والتطوير ومتابعة التغيرات المتسارعة في الإبداع التشكيلي إضافة إلى كيفية توظيف الموروث الأصيل بما يتناسب مع هذا التحرك فقد كان للأجيال الجديدة حضور قوي خصوصا المبدعة التي أضفت وهجا وأعادت للمعرض شيئا من حيويته فهي الأبرز والأكثر حضورا حيث نرى في الكثير منهم بحثا وتجريبا ما أثمر عن أعمال نستشرف منها مستقبل الساحة ونتوقع من هؤلاء الكثير من النتائج، ونعني هنا من أصبح ممتلكا لأسلوب اكسبه الكثير من المحاولات التي حققها في الأعمال الأخيرة بعيدا عن أولئك الذين يرون في النقل والتقليد أو القفز على أساليبهم السابقة إلى أساليب جديدة تطرأ على الساحة طريقا أو مسارا صحيحا وقربا من المنافسة، أما الجانب الآخر فهو في عرض أعمال سبق عرضها، وهو شرط إلزامي على أي مسابقة أو معرض يجب التمسك به وإبعاد أي من تلك الأعمال التي انتشرت في كثير من إصدارات المعارض، وهذا يتحمله الفنانون وليس المنظمون الذين يثقون في التعامل من قبل الفنان.
الغث والسمين وتجارب الهواة
قد أختلف مع الإخوة المعنيين باختيار الأعمال خصوصا في هذا المعرض وكثيراً ما طالبنا أن يؤجل المعرض إذا لم يكن هناك أعمال لا تتناسب مع عنوانه، لا أن يدفع بكل ما يصلهم من أعمال للمشاركة أو للعرض فقد تؤ ثر مستويات بقية الأعمال، ولن يقبل أي مبرر في أن مثل هذه المشاركات تكسب الهواة أو أصحاب الخطوات القلية في الساحة أي منفعة أو زيادة في ما هم عليه، وحرصا منا في ألا نجرح أو نحبط أصحاب تلك المحاولات الواضحة والبارزة أمام المشاهد خصوصا في ظل وجود أعمال قوية مر أصحابها بتجارب طويلة جادة، فإننا ندعو ونعيد المطالبة أن يبقى أولئك الهواة أو المتردية مستوياتهم في حدود المعارض الأخرى المقتنيات وغيرها لعلهم يكتسبون مراحل تؤهلهم لمثل هذا المعرض.
إن مسمى الفن السعودي المعاصر لا يجب أن يجعل من تسميته مساحة مطاطة تلعب فيها المجاملة دورا واضحا، تبتلع كل ما يقع؛ فالاسم كبير يحتاج إلى إعادة نظر في إعداده واختيار المشاركين فيه بالدعوة لهم وليكن خاصا بالتجارب الناضجة فكرا وتكنيكا وتاريخا.
تقدم للشباب وبقاء لأساليب معهودة
أخيراً يمكن الإشارة إلى أن غالبية الأعمال المشاركة لجيل الشباب أصبحت الأكثر حضورا وتفاعلا مع غياب كبير للأسماء المعروفة، رغم قيمة اسم المعرض التي لا زالت تتردد في أذهانهم وتبرير ابتعادهم بما حل به من تدنٍ في كيفية الإعداد، أما من له حضور من بعض تلك الأسماء الرائدة فلا زالت متمسكة بأساليبها وإيقاعها اللوني والخطي ونوعية المواضيع.