|
عواصم - عبدالمنعم الجابري - فرح التومي - نهى سلطان:
اعتقلت السلطات الليبية امس الخميس أربعة أشخاص مشتبهين بالهجوم الدامي على القنصلية الأمريكية في بنغازي الذي اسفر عن مقتل السفير الامريكي وثلاثة دبلوماسيين آخرين من العاملين في السفارة. وقال ونيس الشريف نائب وزير الداخلية الليبي لرويترز إنه تم إلقاء القبض على اربعة اشخاص ويجري التحقيق معهم لأنهم من المشتبه في مساعدتهم على إشعال الاحداث أمام القنصلية الامريكية.
ولم يقدم ونيس مزيدا من التفاصيل.
بينما شهدت الدول الاسلامية والعربية احتجاجات غاضبة امس الخميس ضد فيلم «براءة المسلمين» الذي يسيء للاسلام وللرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. وامتدت التظاهرات الغاضبة المناهضة للفيلم المسيء للاسلام امس الى اليمن حيث اقتحم متظاهرون غاضبون مجمع السفارة الاميركية في صنعاء واحرقوا ثلاثا من السيارات المركونة في فناء المبنى الا ان قوات الامن اليمنية نجحت في اخلاء المكان. ولليوم الثالث على التوالي استمرت الاحتجاجات في القاهرة وشهد محيط السفارة الاميركية مواجهات بين المحتجين في الشرطة، كما نظمت تظاهرات مماثلة في تونس والعراق. وفيما قدم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اعتذاره للرئيس الاميركي باراك اوباما، ودان الرئيس المصري محمد مرسي الفيلم المسيء وانما اكد ايضا انه من واجب مصر حماية ضيوفها. وسقط اربعة قتلى وأصيب ثلاثون آخرون عندما فتحت قوات الامن اليمنية النار على محتجين غاضبين حاولوا للمرة الثانية اقتحام السفارة الاميركية في صنعاء. وكان المتظاهرون يرددون «يا رسول الله يا محمد» و»الا محمد بن عبدالله». وظل المئات من المحتجين متجمعين في مكان قريب من السفارة يرددون شعارات معادية لليهود وللولايات المتحدة. وفي رده على اقتحام السفارة اعرب الرئيس اليمني في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية، عن «بالغ الاسف لمجريات ما حدث امس من اعتداء على السفارة الأمريكية في صنعاء». واضاف ان «من قام بذلك جماعات غوغائية لا تعي ولا تدرك المخططات البعيدة المرامي من قبل القوى الصهيونية خصوصا التي قامت بتأليف ونشر فيلم مسيء للرسول الكريم». وعبر الرئيس اليمني عن «اعتذاره الشخصي للرئيس الأميركي باراك اوباما ولشعب الولايات المتحدة لما حدث». بينما أعلن البيت الأبيض أنه يبذل أقصى ما بوسعه لحماية الدبلوماسيين الأميركيين في اليمن بعد أن اقتحمت مجموعة من الأشخاص السفارة احتجاجا على فيلم يسيء للإسلام عرض في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في تصريح له امس : «نحن نبذل أقصى ما بوسعنا لضمان حماية وسلامة وامن الموظفين»، مضيفا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وعد بالا تتساهل حكومته مع العنف.
من جهته، اكد الرئيس المصري محمد مرسي في خطاب الى الامة امس ادانته الفيلم المسيء للإسلام مشددا على ان «الرسول الكريم خط احمر لا يجوز المساس به»، داعيا في الوقت نفسه الى نبذ العنف. وقال الرئيس الآتي من صفوف الاخوان المسلمين في كلمة بثها التلفزيون المصري ان «المقدسات الاسلامية والرسول» تشكل «خطا احمر بالنسبة لنا جميعا نحن المسلمين... نحن المصريين جميعا نرفض اي نوع من انواع التعدي او الاساءة الى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم» الذي «نفديه كلنا بكل ارواحنا ومهجات قلوبنا». بدورها, أدانت باكستان الفيلم الأمريكي المسيء للنبي محمد الذي أشعل غضب المسلمين وأدى إلى الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي وأسفر عن مقتل أربعة أمريكيين بينهم السفير, حسبما ذكرت الخارجية الباكستانية. ودارت مواجهات منذ صباح امس امام السفارة الاميركية في القاهرة لليوم الثالث على التوالي بين متظاهرين يحتجون على الفيلم والشرطة التي تستخدم الغاز المسيل للدموع. وقالت وزارة الصحة ان 13 شخصا اصيبوا بجروح في هذه المواجهات المتقطعة التي بدأت ليلا. وضمت اندونيسيا اكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان، صوتها الى افغانستان في الطلب من موقع يوتيوب وقف بث الفيلم الذي اثار احتجاجات. وفي تونس, نجحت قوات الأمن التونسية في تفريق مئات المتظاهرين امام مقر السفارة الأمريكية بتونس بعد ان كانوا تجمعوا في وقفة احتجاجية تنديدا بالفيلم المسيء للرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم. وكان المتظاهرون حاولوا اقتحام مقر السفارة التي احاط بها رجال الأمن التونسيون لحمايتها، مما اضطرهم الى استعمال الغاز المسيل للدموع حتى لا يقع الاعتداء على السفارة ومن فيها.
من جهة اخرى، أدانت الأحزاب السياسية ومنظمات اهلية هنا العملية الإجرامية التي ذهب ضحيتها السفير الأمريكي بليبيا وعدد من موظفي السفارة ومن قوات الأمن الليبية. وأدى هجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي بشرق ليبيا الى مقتل اربعة اميركيين بينهم السفير. لكن الظروف الدقيقة لمقتل السفير والاميركيين الثلاثة الآخرين تبقى غامضة. واقر مسؤول اميركي اثناء مؤتمر صحافي بالهاتف نظمته الاربعاء وزارة الخارجية انه يجري «العمل وسط غموض المعلومات الاولية» لان «الكثير من التفاصيل حول ما جرى في بنغازي لا تزال مجهولة او غير واضحة». واعتبر مسؤولون اميركيون ان الهجوم ناتج عن عمل مخطط له وليس عفويا. وأرسلت واشنطن مدمرتين وقوات من مشاة البحرية (المارينز) الى ليبيا التي اعلنت تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في مقتل السفير الاميركي في بنغازي.