تمر هذه الأيام ذكرى أحداث 11 من سبتمبر 2001م الذي يعد ثاني حدث يقع داخل أمريكا بعد حادث تدمير “بيرل هارير” الذي تسبب في دخول أمريكا الحرب العالمية الثانية، وقد صدر العديد من الكتب والدراسات حول تلك الأحداث،
وبطبيعة الحال فالقصة المعلنة حتى الآن لم يقتنع بها الكثير، لأن هناك العديد والعديد من الأسئلة التي لم يتم الإجابة عنها للآن.
ومن الكتب التي صدرت بهذا الشأن كتاب (شبهات حول 11/9.. أسئلة ملفقة حول إدارة بوش وأحداث 11/9) من تأليف (ديفيد راي غريفين)، وخلاصة ما ورد في الكتاب أنه يقدم العديد من البراهين والشواهد التي تعتبر ضد الرواية الرسمية، مشيراً في خاتمة الكتاب إلى أنه (هل يمكن اعتبار تواطؤ المسؤولين الأمريكيين التفسير الأمثل لهجمات 11/9؟).
ومن الكتب التي صدرت أيضاً بهذا الشأن كتاب (الخدعة الرهيبة) للكاتب الفرنسي تييري ميسان الذي يعد أحد أكثر الكتب مبيعاً في العالم، وخلاصة الكتاب تؤكد الشكوك حول الرواية الرسمية للبيت الأبيض ويطرح عدداً من التساؤلات حول تلك الانفجارات التي أدت لانهيار الأبراج ومن وراءها، وقبلها كيف يتم خطف تلك الطائرات وتوجيهها، وكيف تم اتخاذ تلك الهجمات كذريعة للحرب على أفغانستان.
وخلال هذا الشهر استضاف برنامج (حدث.. وتعليق) عضو البرلمان الأوروبي عن إيطاليا الكاتب والمفكر جوليو كييزا الذي تحدث عن وجود شكوك متزايدة حول أحداث 11 سبتمبر، وقد أعلن أنه لا يصدق بتاتاً الروايات الأمريكية الرسمية التي قدمتها إدارة البيت الأبيض حول وقائع 11 سبتمبر، وأضاف قائلا (لقد توصلنا خلال العديد من التحقيقات الرسمية إلى أنه لم يكن أسامة بن لادن ولا رجاله وراء هذه الأحداث، وعلى الأغلب شارك فيها مواطنون أمريكيون وأشخاص آخرون).
وهناك الفيلم الوثائقي Loose Change يتهم الإدارة الأمريكية بالوقوف خلف هجمات 11/9 من أجل تبرير شن حروب لاحقة، خصوصا أن معاهد استطلاعات الرأي تشير إلى أن 40% من الأمريكيين يؤمنون بنظرية المؤامرة، ويتعرض الفيلم لطرح العديد من الأسئلة هو ما وضع الصندوق الأسود للطائرة 757 التي عرضها 50 مترا وضربت وزارة الدفاع ولم تحدث إلا حفرة لا يتعدى قطرها 20م، كل هذه الشكوك أسهمت في تأسيس مجموعة تتكون من 75 خبيراً من جامعات مشهورة مثل ستانفورد أطلقوا على المجموعة حلقة أطلقوا عليها اسم “علماء من أجل حقيقة 11/9”.
على الرغم من كل هذه الشكوك وعلى الرغم من كل هذه الدراسات والأبحاث واستطلاعات الرأي التي تؤكد ان هذه الأحداث تشوبها الكثير من التساؤلات، إلا أن الرأي العام العالمي قد فشل فشلاً ذريعاً - حتى هذه اللحظة - في سبر أغوار تلك الأحداث التي أوجدت تغييراً كبيراً في خريطة السياسة العالمية بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص، فلا أحد حتى هذه اللحظة يستطيع أن يؤكد الرواية الأمريكية، في الوقت الذي يوجد فيه الكثير الذين يستطيعون تقديم العديد من الشكوك حول تلك الرواية.
إنها فعلاً إحدى المآسي التي نعيشها في وقتنا الحاضر التي نتذكرها مرة أخرى في كل عام تمر فيه ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فقد ذهب آلاف الضحايا وشرد ملايين من البشر وقصفت المدن واحتلت الدول وأصدرت القرارات الدولية لحشد الجيوش للزحف نحو أفغانستان بسبب أحداث تحيط بها الشكوك من كل مكان ولتكون ذريعة لفرض أجندات غير معلومة.
حتى هذه اللحظة لا أحد يعرف الحقيقة وكيف تمت تلك الأحداث، وعلى الرغم مما صدر من كتب ودراسات وأفلام تتخيل وتضع بعض السيناريوهات لما حدث فإنه حتى هذه اللحظة يظل هذا السر الكبير حبيس بعض الجدران في مكان ما في العالم، سائلاً المولى أن يكشف هذا السر ليعلم الناس حقيقة ما حدث وحقيقة كل من يتشدق بالحفاظ على الأرواح وغيرها من المثل العليا.