لم يدر بخلد الأخصائي الاجتماعي عبدالعزيز القحطاني أن ذلك اليوم الذي سيذهب فيه إلى عمله بالمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام لاصطحاب مجموعة من الأيتام إلى منتزه الثمامة البري هو يومه الأخير في هذه الحياة إذكان أحد مرافقيه يتدرب على قيادة السيارة، فانحرفت به وتوجهت لأحد الأيتام، وكادت تدهسه، لولا أن عبدالعزيز دفع اليتيم عن مسارها، ليكون هو الضحية لعجلاتها، وليلقى وجه ربه مفتدياً يتيماً ومسعداً أيتاماً، وما أجملها من خاتمة.
إن من يعمل في مجال رعاية الأيتام أو ذوي الاحتياجات الخاصة، ليشعر بمتعة لا تفوقها متعة. فهؤلاء الأطفال يُظهرون الامتنان الشديد لكل من يخدمهم، ولو كانت هذه الخدمة لا تُذكر، لذلك تجد العلاقة بين العاملين المخلصين وبين هذه الفئة من الأطفال علاقة حميمية ودافئة، تتعدى حدود الوظيفة، وتلامس حدوداً أبعد، قد تصل الى التضحية بالنفس من أجلهم، كما حدث مع عبدالعزيز القحطاني، رحمه الله.
هذه القصة الخالدة لا بد أن نهديها لكل الذين يسيئون لأطفال دور الرعاية، بالضرب أو الإهانة أو الإهمال، مذكرين إياهم بأن الله سيكون لهم بالمرصاد، كما كان لكل الذين آذوا أو تحرشوا أو عبثوا أو أهدروا حقوق من لا ولي لهم إلا الذي لا تنام عيناه.