لن يتطور التعليم طالما بقي في التعليم قيادات شعارها هو المثل الإنجليزي القائل “إذا لم يكن متوقفاً عن العمل فلا تحاول إصلاحه” (if it is not broke don’t fix it)، وطالما بقينا نعتقد أن المال وحده كفيل بحل كل مشكلات التعليم ومعضلاته، وطالما بقي تطوير التعليم مقيداً بتشريعات ونظم ولوائح جامدة لم تعد تناسب طبيعة ومتغيرات العصر، وطالما بقي تعليمنا يتأثر برؤى وتوجهات أفراد نافذين يريدون إبطاء وتقييد حركة التعليم الذي يفترض به أن يكون نشاطاً مؤسسياً مرناً وسريع الاستجابة للتغيرات العالمية، وطالما يقي التعليم محروماً من مشاركة مؤسسات المجتمع المدني (جمعية للمعلمين وأخرى للمناهج وغيرها)، وطالما لم يوجد لدينا هيئة تعليمية تشكل مظلة ومرجعية عليا لتطوير التعليم العام في بلادنا، وطالما لم توجد لدينا هيئة متخصصة مستقلة تقيم أداء التعليم وتنشر تقاريرها الدورية عن حالة التعليم، وطالما بقيت مدارسنا الثلاثون ألفاً تتناسخ كربونياً وتقدم لمجتمعها المحلي مخرجات متطابقة كربونيا أيضاً.
حالياً لا أرى في الأفق أي مشروع تعليمي وطني واعد يجعلني أحلم بأن نحقق ما حققته كوريا وفنلندا بتعليمهما، أنا لست متشائماً بل إنني واقعي، فقد عايشت التعليم أكثر من ثلاثين عاماً بدءاً من معلم وانتهاء بباحث وأستاذ جامعي.
أستاذ المناهج بجامعة الملك سعود