زلّ قلمي وأنا أسجِّل في ترويسة المقال تأريخ العام الحالي...،
وجدتني أضع صفراً بدل اثنين في الخانة.., لأعود عامين من الزمن للوراء..! في عفوية مخيلة..
وتلقائية أصبع لا يملك إلاّ وسم اللاوعي ناطقاً بمعنى..!!
وعهدي بمثل هذا التلقائي أنه مؤشر لخفي..
تساءلت ما الذي يقود الرغبة الخفية لأن تقفز عودةً للوراء عامين من زمن أكدر..،
والعهد بالأمل أنه دائماً يوجه القفزَ نحواً للأمام..؟
فهل هناك رغبات مؤجّلة لم تتحقّق ليس لي، بل لمن أكتب لأجلهم..؟ طالما أنّ الكتابة لهم، فالتفكير حينها يكون خالصاً في شؤونهم...!؟
أو هل هناك توقُّعات مأمولة لم تصل مراكبها..؟
أو موجعات صارخة قد آتت بها السنوات الراهنة..؟
أو هناك ما لم نقله كان لابد أن يُقال قبل وصولنا لتأريخ هذا اليوم في وقتنا..؟
ثم ما الأمنيات..؟ والرغبات جزئيّها، وكلّيها..؟، وما التوقُّعات محدودها وشاملها, وأيّ موجعات ليست تمس واحداً بل أغلبَ....؟
الواقع الراهن ينم عن مثل هذا.. وهذا.. وهذا..
فالناس أحسب جميعها على الأرض كان لها رغبات عريضة في سلام مع النفس، والجار، والأبعد، من القريب تحت سقوف البيوت الصغيرة، إلى القريب الكبير في رعاية سقوف البيوت كلها..,
الناس كلها كانت تتوقّع نتائج مرضية للحياة، وللأحياء في ضوء هذه «الروزنامات» الضخمة من الأنظمة، والقوانين، والمعاهدات، والاتفاقات، والمدنية، والإنسانية، والحقوقية، والتشريعية،...
غير أنّ هذه «الروزنامات»، خلال السنتين الأخيرتين تحديداً، قد انفرط شملها، وأخذت الريح تذرو أوراقها، ففرغت من مضامينها..!
والناس جميعها, لديها الكثير الذي لم تقله..., والآمال التي لم تتحقق، والتوقُّعات التي خابت، وانتظارات طويلة مملّة ذهبت نبضاتها، وانطفأ وهجها، وتلاشت على فراغ..
غير أنّ زلّة القلم لن تعيد للناس في هذا العالم البشري المتصارع رغباتها، ولن تمنحهم فرصة أيام جديدة، لأنها قد طويت ذهاباً، ولن تعود الناس لحلم في فرصة عامين إضافيين جديدين لتسلسل التاريخ, فنحن الآن في العام 2012، ولسنا في العام 2010..
خانة الصفر تصفق فيها خفايا الآمال، وبقايا التطلُّعات، وأصداء الزفرات، وآهات الحسرات،..
وتقف أمام العين جليّة بالتاريخ الراهن..!!!
فماذا بعد 2012..؟؟
ما الذي سيحدث للإنسان الإنسان.. نعم الإنسان في الراهن من وقته..؟, على مستوى البسيطة كلها.., وعلى مستوى العالم العربي، والإسلامي تخصيصاً من مدى الأحلام..؟
زلّة قلمي، ما أقساك عليّ.. ما أقساك..!!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855