ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Tuesday 18/09/2012 Issue 14600 14600 الثلاثاء 02 ذو القعدة 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

برغم التنشئة الاجتماعية القائمة على هدي الشريعة الإسلامية الغراء التي تدعو إلى الصدق والأمانة والإخلاص في أداء العمل، إلا أن المتتبع للشأن الوطني لا يجد لتلك القيم أثراً على السلوك والتصرفات لأغلب أفراد هذا المجتمع.

يسوء كل شخص ما يراه ويلمسه حين مراجعته لدائرة حكومية من تكاسل بعض الموظفين عن أداء أعمالهم وتسويفهم فيه، بل وغيابهم المزعج الذي يعطل الأعمال ويثقل على المراجعين بكثرة التردد على تلك الدائرة الحكومية.

وما يؤلم هو عدم وجود مرجعية جادة لأولئك الموظفين حين يكون مديرهم على شاكلتهم إما متغيبا أو متأخرا عن دوامه أو متسيبا! فلمن يشكو المراجع إذاً؟ والعجيب أن ذلك المدير يكون مطلوبا ومرغوبا من رؤسائه ومحبوبا من لدن موظفيه لأنه لا يسبب مشاكل لهم فهو في نظرهم مرن ومتفهم فتقل الشكوى منه وتكون إدارته مثالية من حيث السكون والهدوء!!

والعجب أن هيئة مكافحة الفساد لا تهتم ولا تُلقي بالاً لفساد تلك الدوائر الحكومية وتذمر المراجعين منها طالما أن الأمر لا تدخل به عقود تشغيلية وفساد مالي!!

ولأن الفساد لا يتجزأ، فالإخلال بواجبات الوظيفة فساد عريض تماما مثل الإخلال المالي وسرقة المال العام! وعلى هيئة مكافحة الفساد توسيع رقعة أهدافها وآليات أعمالها بحيث يشمل أمورا كثيرة لا سيما ما يخص حقوق الناس والوقاية منها قبل وقوعها. وحيث تؤمن العقوبة يعشعش الفساد ويساء الأدب مع المواطن الذي هو أس الوطن وقوامه!

وحين يجد المواطن من ينصفه بعيدا عن المحاكم وديوان المظالم اللذين يكبلان بقيود البيروقراطية البغيضة، فإنه سيعيش متفائلا مطمئنا بلا تشنج ولا توتر!.

ما يعانيه المواطن من الإخلال بحقوقه يحيله محتقنا غاضبا بل ومنتقما وظالما، فذلك الموظف المقصر في عمله تجده مظلوما في مكان آخر حتى ولو كان بسيطا! فلو خرج من منزله ولم يجد عمال البلدية أفرغوا برميل النفايات، والذباب يتطاير منها والرائحة تزكم الأنوف سيكون متوترا منزعجا وسيصب جام غضبه على مراجع بسيط! عدا عن انعدام النظام المروري الذي يصادفه في طريقه، وحفريات الشوارع ورمي النفايات من نوافذ السيارات دون رادع من نظام!.

إن حالة التوتر السائدة في مجتمعنا مردها انتشار الفساد العام الشائع من لدن بعض المواطنين والوافدين والمتنفذين واستهتارهم وضعف الرقابة في الدوائر الحكومية والخاصة.

ما يثير التساؤل والعجب هو كيف ينمو الفساد ويترعرع في دولة غنية جدا، ومجتمع متدين تدعو شريعته للتقوى والورع والعدالة وعدم الظلم؟!

ومتى يقضى على الفساد لتكف الأقلام عن تسليط الضوء عليه؟ فننشغل بالكتابة عن طموحاتنا وتطلعاتنا لوطن يشيد بناءه، وتعلو منزلته.

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
 

المنشود
هل أصبح حديث الفساد حبر الأقلام؟!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة