|
القاهرة - ياسين عبد العليم - دمشق - جنيف - وكالات:
أوصى رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول سوريا باولو بينيرو أمس الاثنين مجلس الأمن الدولي باتِّخاذ «الإجراءات المناسبة» مع تزايد الانتهاكات في سوريا «من حيث العدد والوتيرة والحدة».
وقدم بينيرو أمس لمجلس حقوق الإنسان تقريره الأخير حول سوريا، الذي كان نشر في أواسط أغسطس. وقال الخبير البرازيلي أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف: «اوصينا بنقل تقريرنا إلى مجلس الأمن بطريقة تسمح له باتِّخاذ الإجراءات المناسبة بالنَّظر إلى خطورة الانتهاكات والتجاوزات والجرائم التي ترتكبها القوات الحكوميَّة والشبيحة ومجموعات معاديَّة للحكومة».
وتفادى بينيرو في تقريره الحديث عن المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة التي لا يمكن اللجوء إليها إلا عبر مجلس الأمن، وهو ما فسره مصدر دبلوماسي غربي في جنيف بغياب التوافق حيال هذا الأمر.
وقال بينيرو: إن «الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان زادت من حيث العدد والوتيرة والحدة». وأعدت لجنة التحقيق عدَّة تقارير منذ أكثر من عام إلا أنها لم تحصل على ضوء أخضر من دمشق لدخول سوريا.
وفي تقريرهم الأخير يندد الخبراء بـ»جرائم حرب» في سوريا ويتهمون الحكومة وقواتها المسلحة وبشكل أقل المعارضة المسلحة بتنفيذها.
وقال محققو الأمم المتحدة أنهم وضعوا قائمة سريَّة جديدة بأسماء سوريين ووحدات عسكريَّة يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب ويجب مقاضاتهم جنائيًا.
ومع وصول عدد قتلى النزاع في سوريا إلى 27 ألف شخص في 18 شهرًا، وتسجيل عشرات آلاف النازحين واللاجئين بالإضافة إلى نسبة الدَّمَار في مختلف أنحاء البلاد، لا يلوح في الأفق ما يوحي بقرب التوصل إلى حلِّ للأزمة السوريَّة.
من جهته، أعلن فيليب لاليو المتحدث باسم وزارة الخارجيَّة الفرنسيَّة أن تقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول سوريا الذي عرض الاثنين في جنيف يتَضمَّن «أدلَّة دامغة ضد نظام دمشق» الذي ارتكب «جرائم غير مسبوقة».
بدورها، أبدت المستشارة الألمانيَّة أنجيلا ميركل «أسفها البالغ» لعدم مشاركة كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن للادانة السياسيَّة من جانب أوروبا والولايات المتحدة وبعض الدول العربيَّة لسوريا. وتابعت في مؤتمر صحفي أمس الاثنين «أذكر ذلك دائمًا في المحادثات مع القيادة الصينيَّة والرئيس الروسي. الوضع الإنساني مأسوي.. لسوء الحظ لم يتمكن مجلس الأمن من التصرف وأتمنَّى أن يحقِّق المبعوث الدولي (الأخضر الإبراهيمي) نجاحًا أكبر من سلفه.
إلى ذلك، نقل المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي نتائج زيارته إلى دمشق إلى الأمين العام لجامعة الدول العربيَّة نبيل العربي أمس، وذلك غداة تشكيك الجيش السوري الحر بنجاح مهمته وتأكيده على اعتماد الحل العسكري للإطاحة بالنظام.
واستضافت القاهرة بعد ظهر أمس اجتماعًا وزاريًّا هو الأول لمجموعة الاتِّصال الرباعيَّة حول سوريا التي تضم المملكة العربيَّة السعوديَّة وتركيا ومصر وإيران لبحث آخر تطورات الوضع في سوريا على الصعيد السياسي والإِنساني، ولمناقشة سبل التوصل لتحقيق أهداف هذا التحرك.
وفي هذه الاثناء، استمرَّت المواجهات المسلحة بين القوات النظاميَّة ومقاتلي المعارضة في مناطق مختلفة من سوريا، لا سيما في مدينة حلب، بعد سقوط 148 قتيلاً الأحد.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن: إن «الاشتباكات ما زالت مستمرة في الميدان ومناطق عدَّة في حلب».
وأشار المرصد إلى وقوع اشتباكات بعد منتصف ليل الأحد الاثنين «بين الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظاميَّة حول مبنيي المخابرات الجويَّة والبحوث العلميَّة في منطقة حلب الجديدة»، مشيرًا إلى تصاعد النيران من مبنى البحوث «مترافقة مع تحليق طيران كثيف فوق المنطقة».
وفي دمشق، أشار ناشطون إلى أن أحياء القدم والعسالي والحجر الأسود (جنوب العاصمة) تَتَعرَّض للقصف.
وأشار المرصد إلى العثور على 28 جثة مجهولة الهويَّة في مناطق مختلفة في سوريا الأحد، منها 16 جثة لأشخاص أعدموا ميدانيًّا في حي القدم في دمشق، و11 قتلوا بالرصاص في كفر سوسة في دمشق ايضًا.