|
كابول - واشنطن - وكالات:
استمرت التظاهرات ضد الفيلم المُسيء للإسلام وللرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي أُنتج في الولايات المتحدة أمس الاثنين خصوصاً في أفغانستان وباكستان حيث سقط قتيل في صدامات بين الشرطة ومحتجين في أحدث مظاهرات تجتاح العالم الإسلامي.
وقال قائد الشرطة الأفغانية محمد أيوب سالانجي إن مسلحين كانوا بين المتظاهرين أطلقوا النار خلال تظاهرة شارك فيها آلاف المحتجين في كابول.
وأضاف أن الشرطة لم ترد حتى لا تُؤجج غضب المحتجين الذين أشعلوا النار في سيارات.. وأضاف سالانجي أنه تعرض لإطلاق الرصاص «ثلاث مرات» موضحاً أنه «محظوظ» ولم يصب سوى بحجارة رشقت على رجال الأمن.
وتابع أن ما بين أربعين وخمسين شرطياً أُصيبوا بجروح طفيفة بالحجارة أو بضربات عصي.. وهي أول تظاهرة تشهد أعمال عنف في كابول وعموم أفغانستان احتجاجاً على بث فيلم «براءة المسلمين» الذي أثار غضباً شديداً في عدد كبير من الدول الإسلامية.
وفي باكستان، أعلنت مصادر في الشرطة مقتل متظاهر وجرح اثنين آخرين، أمس الاثنين في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في تظاهرات شارك فيها الآلاف احتجاجاً على الفيلم المسيء للإسلام شمال غرب باكستان.
وشهدت جاكرتا صدامات أولى بين الشرطة ومتظاهرين قرب السفارة الأميركية في العاصمة الإندونيسية. وتظاهر مئات الطلاب اليمنيين في جامعة صنعاء مطالبين بطرد السفير الأميركي ومقاطعة منتجات بلاده. وقتل 18 شخصاً في العالم في أعمال العنف المرتبطة بالفيلم بينهم السفير الأميركي وثلاثة من أعضاء البعثة الدبلوماسية في ليبيا.
من جهتها, اتهمت ماليزيا أمس موقع خدمة مشاركة محتوي الفيديو «يوتيوب» لعدم إزالة شريط فيديو لا يراعي مشاعر المسلمين.. وقال رئيس يتيم وزير الثقافة والمعلومات والاتصالات في البلد الواقع بجنوب شرق آسيا وتقطنه أغلبية مسلمة إن «يوتيوب تبدو غافلة عن الاضطرابات التي سببتها».. ومنعت شركة «جوجل»، المالكة لموقع «يوتيوب»، الفيديو الذي يحمل اسم «براءة المسلمين» في ماليزيا في أعقاب شكاوى من لجنة الاتصالات والوسائط المتعددة بالبلاد.
بدورها, ناشدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كافة الأطراف الاعتدال في الخلاف حول الفيلم المسيء، الذي أثار احتجاجات عارمة اتسم بعضها بالعنف أمام عدة سفارات غربية في العديد من الدول الإسلامية.
وفي الوقت نفسه أكدت ميركل خلال مؤتمر صحفي ببرلين أمس الاثنين أن حماية السفارات الألمانية أمر «لا غنى عنه».. وقالت ميركل: «العنف ليس وسيلة للمناقشة.. إننا نؤيد التعايش السلمي للأديان سواء في ألمانيا أو في جميع أنحاء العالم».. وأضافت ميركل أن حرية التعبير في ألمانيا ذات قيمة عالية، لكنها لها حدود أيضاً.. وأعربت ميركل عن تشككها إزاء إمكانية عرض الفيلم المسيء في ألمانيا بعد أن خطط حزب «من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف لعرض الفيلم في نوفمبر المقبل في إحدى دور العرض السينمائي بالعاصمة الألمانية.. وأوضحت أنه يتم حالياً دراسة ما إذا كان عرض هذا الفيلم قد يعرض أمن المواطنين للخطر.
من جانبه يعتزم وزير الداخلية الألماني هانز - بيتر فريدريش حظر عرض الفيلم المسيء في ألمانيا، معلناً أنه سيسلك كافة الوسائل القانونية المتاحة لحظر بثه.
إلى ذلك, ذكر تقرير إخباري أمس الاثنين أنه بعد مرور أيام من أزمة المشاعر المعادية للولايات المتحدة في العالم الإسلامي، بدأت حكومات المنطقة الأحد تتطلع لأسبوع ينطوي على محاولة عمل مواءمة غير سهلة بين غضب شعوبها ورغبة تلك الحكومات في إقناع واشنطن بحسن نواياها.
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية على موقعها في تقرير لها من القاهرة إن البعثات الدبلوماسية الأمريكية لا تزال عرضة للتهديد.