في بدايات الحملات التوعوية بمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز)، اجتهد إمام جامعنا، وركز في خطبة الجمعة على دور العلاقات الجنسية المحرَّمة في نقل هذا المرض المعدي الخطير. وبحكم تخصصي، فلقد زرت الإمام في وقت لاحق، وأوضحت له أن هذا المرض لا ينتقل إلا عبر مكوِّنات الدم. وإن لم يكن هناك وسيط دموي، سواءً أثناء الممارسة الجنسية أو أثناء تعاطي المخدرات، فإن المرض لا ينتقل.
خطباء الجمعة المميزون والمرتبطون بقضايا المجتمع الراهنة، لا يغفلون التثقيف الصحي من مواضيع خطبهم، و لكي تتسع دائرة التميز، فإن برامج التعاون بينهم وبين وزارة الصحة، يجب أن تأخذ مداها، ليس فقط عبر الاتفاقية التي وقعتها الوزارة مؤخراً مع وزارة الشؤون الإسلامية، بل عبر الاستفادة من إخصائيي التثقيف الصحي وأطباء الصحة العامة، في إلقاء الخطب والمحاضرات في المساجد، لكونها أكثر البيوت التي نرتادها، و أكثر المنابر التي نتلقى فيها الإرشاد.
وحين يكون من الصعب تواجد الإخصائي أو الطبيب، فإن على الوزارتين، أن تنسقا معاً لصياغة خطب الجمعة ذات الطابع التثقيفي الصحي، كما يحدث في الخطب ذات الطابع الفكري السياسي، فصحة جسد المسلم من الأمراض، ليست أقل أهمية من صحة عقله من التشدد المسلّح، أو السلوكيات «الهباب» التي يسلكها بعض الذين لا يفهمون وسطية الإسلام.