لا أدري إلى أين تسير رياضتنا، وإلى أين يقودها الإعلام الفضائي والمسموع وبعض المقروء؟.. اتهامات متبادلة ودون أدلة وحجج داحضة، تشكيك في نوايا الآخرين، إعلان صريح بأماني خسارة بعض ممثلي الوطن في المشاركات الخارجية، تأجيج للشارع الرياضي، النيل من ذمم الآخرين ومن سمعتهم ومن مناصبهم، خروج واضح عن النص، وعن الخط المستقيم، النظر من زاوية واحدة حادة فقط، والله وحده أعلم إلى أين يقودنا بعض المنتسبين الى الإعلام الرياضي والوسط الرياضي عبر خروجهم الممل المقزز في القنوات الفضائية والبرامج المسموعة.
الغريب أن بعضهم يكتب بطريقة، ويخرج عبر الفضائيات بطريقة، ويظهر في وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة، مما يؤكد أنه لا يتحدث بقناعة ولا يكتب بقناعة، ولا يبدي آراءه بقناعة، ولكن بالشكل الذي يرضي بعض الأطراف، وبالشكل الذي يرضي غروره، والشكل الذي يكسبه رضا المعازيب ومعدي البرنامج الذي يظهر فيه، أو الصفحة التي يكتب بها.
تخيلوا مثلا: مسؤولي دولة كباركانوا ومازالوا محل ثقة ولاة الأمر، وكان عملهم وجهودهم محل تقدير الجميع، وهم أحد رواد مراحل تأسيس لبنات الرياضة السعودية والمؤسسة المسئولة عنها، رجال بحجم منصور الخضيري وصالح بن ناصر وسعود العبدالعزيز وإبراهيم العلي على سبيل المثال يخرج أحد المنتسبين إلى الإعلام الرياضي عبر أحد البرامج ليطلق عليهم متهكما لقب الحرس القديم مقللا من عملهم وجهودهم، والأغرب من ذلك أن يتحدث بعضهم عن هؤلاء بعد خروجهم من المؤسسة الرياضية بشكل يوحي أنهم وراء تراجع الكرة السعودية واخفاقاتها المتتالية، وتخلفها في تصنيف الفيفا الشهري، وخسارة المنتخب الأول الأخيرة من إسبانيا مع أن أي فاهم متابع يدرك أن معظم هؤلاء ليس لهم مساس مباشر بالمنتخب ولا الاندية، ولا توجد لهم أي علاقة في السنوات العشر الاخيرة على الأقل بالأندية والمسابقات الكروية التي تقع تحت مسؤولية اتحاد الكرة، ونوعا ما اللجنة الأولمبية السعودية!!
مثل هذا النقد غير المسؤول الذي يكشف مستوى ثقافة بعض النقاد، وطريقة تفكيرهم جعل معظم المتابعين يصد عن متابعة البرامج الرياضية المشاهدة والمسموعة خاصة وأنه لا توجد أي ضوابط ولا فلترة حقيقية لها، فإذا كانت الصحف قادرة بعض الشيء على ضبط بعض الفلتان الذي يصدر من بعض الكتاب، وتعديل ما يمكن تعديله فيه، وحجب ما لا يمكن تجاوزه احتراما لذائقة القارئ وللتاريخ، فإن الأمر ليس ممكنا تقريبا في الاعلام المرئي والمسموع، وهنا لا أدري هل يظن بعض الإعلاميين أن الخروج عن النص وتبادل الاتهامات على الهواء والتجريح في الآخرين يعتبر بطولة لهم، وانه يضيف شيئاً لبضاعتهم الكاسدة، أم أن الأمر لا يعدو كونه استعراضا وغروراً وشعوراً بالنقص يحاولون سده بهذه الطريقة.
إن المسؤولية في هذا الصدد لا يمكن أن تقع على هؤلاء فغالبهم للأسف في النهاية طلاب رزق وشهرة وإن قالوا غير ذلك، بل تقع على القنوات الفضائية والإذاعية معديها والقائمين عليها والمشرفين عليهم وعلى مقدمي البرامج ايضا، فللأسف أن معظم هؤلاء لم يتصد لمسؤولياته بشكل مهني ووفق القواعد الاعلامية المعروفة، بل إن بعضهم لا يتجاوز دوره الاتصال على الضيوف ودعوتهم للبرنامج الفلاني في الساعة الفلانية وهم بالطبع جاهزون، وهم أيضا معروفون وتوجهاتهم معروفة، وأي متابع للقنوات والإذاعات لابد أنه حفظهم وحفظ طريقة تفكيرهم وماذا يريدون وكيف سيتحدثون وبأي أسلوب يحاورون ويناقشون!! وحينما اقول: إن معظم مسؤولي البرامج لم يتصد لمسؤولياته بشكل مهني ووفق القواعد الاعلامية المعروفة، فإني ارجع الامر كله الى ضعف التأهيل وقلة التدريب، وعدم الدقة في الاختيار، فكونك كاتبا أو إعلاميا ميدانيا أو محررا لا يكفي لأن تكون معدا أو مذيعا، فلكل لعبة قواعدها، وكون علاقتك جيدة بمسؤول القناة أو الإذاعة لا يعني أنك ستكون مذيعاً ناجحاً أو معداً جيداً أو حتى مراسلاً ميدانياً متمكنا أيضاً.. لكن هذا ما يحدث في إعلامنا وهذا هو واقعه للأسف الشديد!!
هذا الأسبوع مثلا ظهر أحدهم في برنامج ثم اصبح يتنقل من برنامج لآخر، ويسوق اتهاماته، ويرمي مشاكله على الآخرين، ويبرر فشله عليهم، كل ذلك وسط احتفالية من بعض البرامج واستقبال مداخلاته ومنحه ما يريد من الوقت وكأنه سيأتي بجديد أو أنه سيكون قادراً على الأقل على تبرير الفشل الذي لاحقه طوال مشواره في الميدان، لكنه لم يفعل أي شيء سوى التأكيد على فشله من جديد... مثل هذا كيف يمنح كل هذا الوقت، ومن كان وراء ظهوره المفاجئ في هذا الوقت بالتحديد؟؟ ولماذا لم يتحدث وهو على رأس العمل؟ وأين ذهبت شجاعته المزعومة آنذاك؟.. أحيانا تعجز عن تبرير الأمر بأنه محض صدفة، وتنحاز إلى الرأي الذي يقول إن وراء الأكمة ما وراءها.
على طريقة أسمع كلامك تعجبني أشوف أفعالك أتعجب، ظهر أحدهم في رمضان الماضي مطالبا بميثاق شرف إعلامي يمنع التعصب ويوحد الأهداف، لكنه للأسف أكثر من يخالف مطالبه، وهو أحد منابع التعصب حاليا، بآرائه الغريبة ومعلوماته المغلوطة، فضلا عن تغريداته التي تكشف حقيقته، وعلى ذكر التغريدات فإن تويتر - وهذه أحد محاسنه - قد كشف مستوى ثقافة واطلاع عدد كبير من الإعلاميين، وأنه لولا المطبخ الصحفي والترقيع والتعديل الذي تجده مقالاتهم لما وجدت طريقا للنشر.. أو أصبحت مدعاة للتندر بين الجميع!! والغريب أن بعضهم يتحدث عن المهنية ويلوك عبارة المهنية وهو عنها أبعد، لكنه الاستعراض وحب الظهور الذي يقتل صاحبه أحياناً.
ظهرت القنوات الفضائية والإذاعات، وزاد عدد البرامج ومحبي الترزز، وهم معروفون لدى الجميع، ورافق ذلك تراجع في مستوى الكرة السعودية، ولا شك أن لتلك البرامج وما تقدمه من غثاء وآراء دورا كبيرا في ذلك، وكل الأمل أن تعيد بعض القنوات الإعلامية صياغة خطابها، وأن تعيد النظر في ضيوفها الثابتين الدائمين المملين الذين عجزوا أن يفيدوا أنفسهم، فكيف ننتظر منهم أن يفيدوا غيرهم، وهنا أتذكر كلمة قال صاحبها: إن معظم المنظرين ومن يتحدث عن إخفاق بعض المسؤولين ويقدم الاقتراحات والاستشارات لعلاج ذلك، هم أساساً من الفاشلين في عملهم الرسمي، ومِن مَن لا يمكن الاعتماد عليهم فيه إطلاقا، وأظن أن الصواب قد رافق رأيه كثيراً.
sa656as@gmail.comaalsahan@ :تويتر