قرأت في عدد الجزيرة رقم 14593 في 24-10-1433هـ، ما كتبه الدكتور عبد الرحمن محمد السلطان تحت عنوان «مشكلتنا أكبر من مجرّد ارتفاع معدّلات البطالة»، وتعليقاً عليه أقول إنه لا يوجد لدينا في المملكة بطالة حقيقية من قلّة فرص العمل، ولكن يوجد لدينا عاطلون عن العمل باختيارهم وبمحض إرادتهم وترفُّعهم عن الوظائف الصناعية والمهنية، وما علموا أنّ صناعة في اليد أمان من الفقر، فبعض شبابنا ينامون ويلهون ويلعبون ويفحّطون ويطعسون ويتسكّعون في الأسواق ويتسلّون بأجهزة الجوالات والإنترنت، ويتركون العمل الجاد للأجانب الوافدين، فمجال العمل لدينا واسع ومتاح ويستوعب الملايين من طالبي العمل الجادين، سواء في أجهزة الحكومة أو في القطاع الخاص أو في الأعمال الحرة، ويعجبني وأفتخر بشباب مدينة بريدة وشباب مدينة الزلفي الذين نشاهدهم يعملون في مجال التجارة الحرة والحرف الصناعية والمهنية، فهم أنموذج وقدوة حسنة لكل شباب بلادنا للانخراط في مجال العمل النافع وهجر الكسل والخمول والاتكالية، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «يعجبني الرجل فإذا قيل لي لا عمل له سقط من عيني»، ولعل وزارة العمل ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة التجارة تعالج البطالة المفتعلة في المملكة بعدم السماح للعمالة الوافدة بالعمل في التجارة وغيرها، وتركهم يسرحون ويمرحون في كل المجالات التجارية، واحتكار بعضها لصالحهم والتضييق على المواطن الذي يحاول مزاحمتهم.

محمد عبدالله الفوزان - محافظة الغاط