يذكرني الاحتفال باليوم الوطني بالبطل المغوار أسد الجزيرة العربية المغفور له بإذن الله تعالى الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه- والذي بدأ رحلة توحيد هذه البلاد تحت راية التوحيد بعد أن حرر عاصمة ملك أجداده الرياض بأربعين رجلا فقط، ثم تنقل وعلى مدى عشرات السنين بين القرى والمدن والصحاري والجبال والوديان ليحرر هذه المناطق من ظلمة الجهل والتناحر إلى الاتحاد والتلاحم تحت راية التوحيد.
قبل تلك الفترة كان المسافر من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة يعتبر مفقوداً لتواجد قطاع الطرق وإلى حين وصوله إلى مبتغاه في مكة المكرمة كان قطاع الطرق واللصوص يفرضون الإتاوة على المسافرين عبر الصحراء وبين المدن إلا أن عبدالعزيز وببعد بصيرته النافذة وإيمانه القوي وصبره وفطرته الخيرة مكنته من توحيد هذا الكيان الكبير في أمن وأمان حتى أصبح يضرب به المثل فكيف لا أشعر بالفخر والاعتزاز أن من الله علي أن أكون مسلماً وأن أكون أحد أبناء هذا الوطن الغالي.
منذ عهد الملك المؤسس انتهجت المملكة العربية السعودية سياسة حكيمة متبعة مبدأ عدم التدخل في شئون غيرنا مع الذود عن حدودنا كما تبنت حكوماتنا المتتالية منذ تأسيس هذا الكيان مبدأ استخدام المنطق والعقل وعدم الاندفاع خلف العواطف مما كان له أكبر الأثر في أن تكون قرارات حكوماتنا رصينة ومتزنة أكسبت المملكة تقدير واحترام جميع الدول.
إن الاستقرار السياسي الذي تتمتع به المملكة العربية السعودية ناتج عن الحكمة والتعقل في اتخاذ قراراتها وخير مثال على ذلك ما تقوم به حكومتنا الرشيدة لإعادة الفئات الضالة إلى الرشد والصواب بالمناصحة وتصحيح مفاهيم عن شتى مناحي الحياة.
كما أن استقرار المملكة السياسي والاجتماعي ووجود الأمن والأمان في هذا الكيان أكسبت الدولة السعودية قيادة وحكومة وشعباً احترام وتقدير الدول الشقيقة والصديقة وحتى الدول البعيدة تكن للمملكة العربية السعودية وقائدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدلعزيز آل سعود -يحفظه الله ويرعاه- كل احترام وتقدير.
إن المملكة العربية السعودية قوية بإيمانها غنية باقتصادها متوحدة أركانها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله بنصره- وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظهما الله ويرعاهما - أدى إلى أن تصبح المملكة العربية السعودية فاعلاً ليس فقط إقليمياً بل وحتى دولياً حتى أصبح، قادة الدول يستنيرون بأفكار ورؤى قادة بلادنا الصائبة والسديدة وأجزم القول بأن الساسة الألمان يثمنون ويحترمون قادة بلادي كثيراً ويلجئون إليهم لأخذ المشورة والنصح والتحليل السياسي للكثير من المتغيرات السياسية التي تقصف بالعالم.
لم يكتف قادة بلادنا بأن يكون التعليم مجانياً في مراحل الدراسة الابتدائية والاعدادية والثانوية والجامعية والدراسات العليا في طول البلاد وعرضها بل منح الطالب والطالبة راتباً شهرياً مقداره ألف ريال سعودي لتشجيعهم على تنمية مداركهم ونهل العلم من مراجعه ولم يكتف قادتنا بذلك بل سارع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- يحفظه الله ويرعاه- إلى إرسال أبنائه وبناته من الطلاب والطالبات لنهل العلم من معاقل العلم في إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي حتى بلغ عدد المبتعثين والمبتعثات خارج الوطن وفي جميع أنحاء المعمورة نحو مائة وعشرين ألف طالب وطالبة مما فتح المجال للشباب السعودي للتميز وبإذن الله للعودة بعد نيلهم درجات التخصص العليا للارتقاء بمستويات الأداء في جميع نواحي الحياة ولتواكب المملكة العربية السعودية الدول المتطورة في القرن الحادي والعشرين إلى ما يسمو إليه ولاة أمرنا ويخططون له.
السفير/ أسامة بن عبدالمجيد شبكشي - سفير المملكة العربية السعودية لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية وعميد السلك الدبلوماسي العربي