|
تحتفل مملكتنا الحبيبة بمرور يومها الوطني الثاني والثمانين لذكرى توحيد الوطن على يد مؤسسها جلالة المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - والذي استطاع بحنكة القائد الفذ الشجاع أن يصنع وطناً يُشار له بالبنان وبصمة شامخة على مدار الأزمان بوحدة صفها قيادة وشعباً.
إن اليوم الوطني لبلادنا الغالية مناسبة تتجدد في كل عام لنتذكر جميعاً ملامسة مجدنا الحالي الذي انطلق من أعماق الصحراء لتتحول مسيرتنا فيما بعد إلى قفزات متسارعة من التطور والنماء بسواعد رجالٍ أوفياء نذروا أنفسهم لخدمة الوطن والمواطن، بل وصبروا وكافحوا طوال السنوات الماضية ليختصروا الزمن ويسابقوه لنصل بعد توفيق الله جلَّ وعلا إلى ما وصلنا إليه من تطورٍ وقفزاتٍ نوعيةٍ وتنموية في مختلف مجالات الحياة.
إننا دوماً ونحن نعيش هذه الذكرى الوطنية المتجددة، نعيش أفراحاً وطنية ومشاعر إنسانية متوّجةً بعبق التاريخ المجيد بطولةً وتوحيداً، وواقعاً أصبح حقيقةً لا تقبل الجدل وتؤكد بأننا على الدرب سائرون نواصل ما زرع الآباء والأجداد ويواصل من بعدنا أبناؤنا البررة مسيرتنا الوطنية متسلحين بثقتهم بالله عزَّ وجلَّ أولاً وأخيراً وبحماس شبابٍ لا يكل ولا يمل.
لقد عاش وطننا المعطاء على مدار أعوامه الـ82 نهضةً متعددة استهدفت بناء الإنسان وخدمته ليكون على الدوام شعاراً للعمل الدؤوب يحقق رؤية قيادتنا الرشيدة في المجالات الحياتية لتصبح بتوفيق الله شاهدَ عصرٍ على بُعد نظر القيادة وطموحها، فها هي الأعوام السابقة تحوّل بلد الصحراء إلى بلدٍ معلوماتي تبشر بالتحول إلى الحكومة الإلكترونية وتجاوز عقود من المعاملات الورقية الذي كان في يومٍ من الأيامِ حلماً لا يُتصور تحقيقه على أرض الواقع، ولكننا بتوجيهات القيادة الحكيمة وبعزيمة الرجال الأوفياء استطعنا أن نقطع أشواطاً لا بأس بها في هذا المجال لتكتمل الصورة قريباً في تحولٍ معلوماتيٍ كامل يخدم الوطن والمواطن، بل ويتجاوز حدود الوطن لمن يعيش من أبنائنا في دول مجاورة أو بعيدة، ولعل وزارة الداخلية وبقيادة صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية ومتابعة وتوجيه من صاحب السمو الملكي مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية أصبحت بحمد الله وتوفيقه منارة تقنية يُشار لها بالبنان في هذا المجال وركيزة أساسية لتطبيق الحكومة الإلكترونية وتعاملاتها بمعناها الحقيقي مستمدةً ذلك من إدراكها المبكر بأهمية التقنية منذ أكثر من ثلاثة عقود.
إن أجيال اليوم مدعوة بكل فخرٍ لمعايشة أفراح اليوم الوطني لهذا الوطن المعطاء بكل لحظاته ومعايشة تقدمه في مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية والتقنية وغيرها، ليستشعروا عظم المسؤولية وأمانة مواصلة العمل ليل نهار مسيرة الآباء والأجداد ومسابقة طموح الوطن ليكون على مدار الأزمنة درعاً حصيناً لأجيالنا القادمة وصورةً مشرقة للتلاحم بين القائد والمواطن.
نسأل الله العلي القدير أن يعيد علينا هذه المناسبة الغالية ونحن نرفل بالخير والنماء والازدهار والصحة في ظل قيادتنا الرشيدة التي لا تألو جهداً في السير قدماً بتوفير كافة مقومات الحياة الكريمة لشعبها الوفي.
- مدير عام مركز المعلومات الوطني