اليوم الوطني السعودي يصادف الـ23 من سبتمبر من كل عام لتستعيد الأذهان مسيرة تأسيس المملكة العربية السعودية كدولة حديثة على يد الملك المؤسس الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
وتعد هذه المناسبة الوطنية الغالية محطة هامة تتوقف عندها الأجيال السعودية لتصفح صفحات البطولة والتوحيد والبناء التي رسخ ثوابتها الملك عبدالعزيز حتى أصبحت المملكة نموذجاً فريدا لمعاني الوحدة وقوة التلاحم وترابط النسيج الاجتماعي والتمسك براية التوحيد والقيم الفاضلة.
إن هذا اليوم يمثل بالنسبة للشعب السعودي وقفة تأمل واستذكار لمسيرة الإنجازات التي تحققت في عهود الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد لتبلغ ذروتها في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي قفز بالمملكة لآفاق جديدة وتبوأت مكانة مرموقة في مصاف الدول المتقدمة.
ومنذ عام 2005 وهو العام الذي تولى فيه الملك عبدالله الحكم شهدت المملكة في هذه السنوات القلائل قفزات حضارية وتنموية تتجاوز الحصر والتعداد على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والرياضية وغيرها.
فعلى صعيد السياسة الداخلية توسعت قاعدة المشاركة في صنع القرار بإجراء انتخابات المجالس البلدية التي تشهد دورتها الثانية نهاية الشهر الجاري وتعددت منابر الحوار الفكري والثقافي وتعاظم دور المرأة السعودية في الإسهام التنموي فضلا عن إنشاء العديد من منظمات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الإنسان الأهلية والرسمية.
أما على صعيد السياسة الخارجية فقد استمرت المملكة متمسكة بمبادئها وثوابتها الراسخة المستمدة من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والتقاليد العربية الأصيلة فمضت في دعم التضامن العربي والإسلامي والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية العادلة وخاصة القضية الفلسطينية وخدمة الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم والمحافظة على الاستقرار والسلام العالميين.
وفي الجانب الاقتصادي تمكنت المملكة من تحقيق التوازن بين التطور الحضاري والعمراني والاقتصادي وبين المحافظة على المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية إذ نجحت في بناء القاعدة الاقتصادية وتنويعها لتخفيف الاعتماد على البترول وذلك من خلال تعزيز قدراتها الإنتاجية في القطاعات الأخرى وإنشاء العديد من المدن الاقتصادية في مختلف مناطق السعودية.
وتتوالى الإنجازات الاقتصادية في عهد خادم الحرمين الشريفين بدخول المملكة ضمن العشرين دولة كبرى في العالم حيث شاركت في قمة العشرين التي عقدت في واشنطن في شهر نوفمبر 2008 ولندن في شهر أبريل 2009 وتورنتو في عام 2010.
وشهد قطاع الطاقة تطوراً كبيراً على مستوى عمليات التنقيب والاستكشاف لحقوق النفط والغاز والعمل على زيادة الإنتاج مع الاستمرار في سياستها المتوازنة بالمحافظة على استقرار أسعار النفط في السوق العالمي بما يحقق مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
وتتعدد الإنجازات التي شهدها عهد الملك عبدالله في قطاعات مشروعات إنتاج الطاقة الكهربائية والنهضة الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي وارتفاع عدد محطات التحلية للمياه على البحر الأحمر والخليج العربي إلى 30 محطة تصل مياهها إلى أكثر من أربعين مدينة ومحافظة ومراكز وقرية بواسطة أنابيب تجاوزت أطوالها 4165 كيلومتراً.
وكالعهد بها أولت الحكومة السعودية عناية فائقة بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما بكل ما تستطيع فأنفقت أكثر من مائة مليار ريال (26،6 مليار دولار) خلال السنوات الأخيرة فقط على المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة ويعد مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من أكبر مراكز الطباعة في العالم إذ يقدر إنتاجه منذ إنشائه عام 1984م وحتى 2009م بحوالي 226 مليون نسخة مصحف وترجمة لمعانيه شملت أغلب لغات العالم.
ولم تغفل الحكومية السعودية أهمية قطاع الشباب والمثقفين فارتفع عدد الأندية الرياضية إلى 156 نادياً كما وصلت الاتحادات الرياضية إلى 22 اتحاداً وتم إنشاء وافتتاح 21 بيتا للشباب و4 ساحات شعبية و17 مركزاً رياضياً وثقافياً و13 مدينة رياضية متكاملة في مختلف المحافظات السعودية.