اكتشفت وزارة الصحة ثلاث حالات مصابة بفيروس (كرونا).. الأولى والثانية لمواطنيْن سعودييْن بأحد مستشفيات جدة والثالثة لخليجي، وقد توفي المواطنان السعوديان والثالث يتلقى العلاج.
وهذا الفيروس يُعد نمطاً نادراً ونوعاً جديداً من الفيروسات، وهو أحد فيروسات الإنفلونزا الموسمية المعروفة إلا أنه يحمل سلالات جديدة تختلف عن الأنواع المسجلة مسبقاً، حيث تحمل الإنفلونزا أكثر من60%من الفيروسات، ويحمل الكرونا 15% من مسببات نزلات البرد، ولا يُمكن تشخيصها من قِبل الطبيب بالفحص السريري لمشابهتها أعراض البرد لذا يُعتمد على التحاليل الدقيقة.
وقد هبت وزارة الصحة لطمأنة المواطنين والمقيمين بإمكانية السيطرة على هذا المرض وأن هذه الحالات - وإن حصلت - إلا أنها تُعد نادرة وأن الوضع الصحي مطمئن ولا يدعو للقلق، ومعظم المصابين به يتماثلون للشفاء بعد تقديم علاج مساند وبسيط دون مضاعفات، لكن في حالات قليلة من هذا الفيروس تحدث مضاعفات تصيب الجهاز التنفسي والكلى، وقد تؤدي بعد مشيئة الله إلى الوفاة خصوصاً لكبار السن ومن لديهم أمراض قلبية وصدرية مزمنة ونقص مناعة.
ولمزيد من طمأنة الناس أكدت الوزارة متابعتها باستمرار ما يستجد بهذا الخصوص على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي من خلال التنسيق مع الجهات المعنية والهيئات الصحية الدولية واتخاذ الخطوات الاستباقية لمكافحة المرض.
وأهابت الوزارة بالحجاج والمعتمرين من داخل المملكة أو خارجها الالتزام بالتطعيمات والإرشادات، والاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين ولبس الكمامات في الأماكن المزدحمة وتغييرها دورياً.. وهو أمر يُذكر للوزارة وتُشكر عليه.
والحق أن طرح الأمر أمام الناس يُعد خطوة جيدة ومهمة وفعَّالة مما يعيد الثقة بالوزارة، ويعطي دلالة على أنها بدأت تمد جسور التواصل وتتعاطى مع المواطن هموم الصحة العامة، وهي بذلك تصحح مسارها إبان انتشار أمراض خطيرة بين الناس ووقوفها متفرجة مثلما حصل في إنفلونزا الخنازير والطيور حيث اكتفت بالعلاج دون التوعية والإرشاد، بل عمدت للتقليل من شأنها حتى وقعت ضحايا وفقدَ بعض الناس أحبابهم.
وأرجو ألا يقف الأمر بالوزارة عند حدود إبراء الذمة بالتأكيد على جهودها، بل لابد من حشد تلك الجهود للتوعية في المدارس ووسائل الإعلام ولوحات الطرق حتى يزول الخطر وتنفرج الأزمة فلا يبقى مكانٌ للقلق.
وفي الوقت الذي نسأل الله عز وجل أن يقينا جميعاً هذه الأمراض العجيبة الشكل والغريبة المسميات؛ لنأمل من المواطن والمقيم أن يهتم بنفسه وبأسرته ويكون واعياً، ولا يركن لتوجيهات الوزارة فحسب، كفانا الله شر الفيروسات ما ظهرَ منها وما بطنَ!
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny