|
الجزيرة - أحلام الزعيم / تصوير - عبدالرحيم النعيم:
رغم تسلل يد المرض إلى وجوه الصغار البريئة، ورغم فوران أجسادهم بالحرارة, إلا أن المرض لم يثن عزيمتهم على أن يكونوا براعم ورموزاً للوطن في عيده الوطني. كما لم تتأخر المستشفى في التعبير عن مشاركتها فرحة الوطن بعيده الثاني والثمانين رغم مرابطتهم في أماكنهم كجنود يقومون بواجبهم تجاه مواطنيهم ممن يحتاجون مساعدتهم. «الجزيرة» زارت مستشفى اليمامة في الرياض لتشارك في تهنئة المرضى بالعيد الوطني فوجدنا المستشفى وقد تحولت إلى جنة خضراء اصطفت الشعارات والبالونات الخضراء، تجدد الفرحة الصادقة في قلوب المواطنين ومشاعرهم الجياشة تجاه الوطن, ولا يكاد يمر عدد من زوار المستشفى إلا وتجد من بينهم من اكتسى بالأخضر رافعا شعارات الوطن وعلمه يرفرف فوق رأسه. مشهد من الوحدة والولاء لم يشغلهم عن هذا الحب المرض أو التعب أو القلق, لم نكن الزائرين الوحيدين لأجنحة المستشفى؛ فحيثما دارت عدستنا كنا نجد من يمر ويهنئ ويعايد ويترك الورود والهدايا الوطنية التذكارية, تسيد الخضار كل ما مررنا عليه من شعارات وألبسة وأسرة مرضى ولوحات, غير أنه قبل كذلك تسيد قلوب الناس. لم تكن هذه الروح الجميلة هي محصلتنا الوحيدة من الزيارة, فما لمسناه من وفاء عند ما التقينا آباء المواليد الجدد الذين رزقوا بالذكور تملكنا الامتنان لوفائهم وهم يجيبون بإصرار على الاسم الذي اختاروه «أبو نايف بإذن الله», جعلنا نلمس وندرك عظمة الشعب المستمدة من عظمة قائديه ونبلهم ووفائهم, انتهت زيارتنا للمستشفى بعد ما استقبل في يومه الوطني 96 حالة طوارئ للنساء و101 لطوارئ الأطفال و33 مولوداً جديداً ولدوا مع يوم الوطن, وقبل كل ذلك الولاء الخاص في قلوب العاملين في هذا المستشفى الذين تمسكوا بأماكنهم مؤمنين برسالتهم والتزامهم ومادين يد العون لكل من يحتاجها.